وبعث ابن عامر خليد بن عبد الله بن زهير إلى باذ غيس (1) وهراة فافتتحها ثم كفروا بعد. وفيها غزا سعيد بن العاصي طبرستان (2) فحاصرهم، فسألوه الأمان على أن لا يقتل منهم رجلا واحدا، فقتلهم كلهم إلا رجلا واحدا.
علي بن محمد عن علي بن مجاهد عن حنش بن مالك قال: غزا سعيد بن العاصي طبرستان سنة ثلاثين، وذكر نحوه. وفيها أصيب معضد الشيباني، ويقال: سلمان بن ربيعة أيضا.
قال أبو خالد: قال أبو الخطاب الأسدي: أصيب سلمان [89 و] سنة إحدى وثلاثين. وفيها احتفر زياد نهر الأبلة حتى انتهى به إلى موضع الجبل، والذي ولي حفره لزياد عبد الرحمن بن أبي بكرة وهو يومئذ ابن ست عشرة سنة.
وفيها مات حاطب بن أبي بلتعة. وفيها مات أبو أسيد الساعدي.
يحيى بن سعيد قال: نا سفيان قال: حدثني أشعث بن سليم عن الأسود بن هلال عن ثعلبة بن زهدم قال: كنا مع سعيد بن العاصي بطبرستان فقال: أيكم صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الخوف؟ فقال حذيفة: أنا فذكر الحديث.
سنة إحدى وثلاثين فيها أحرم ابن عامر من سابور واستخلف قيس بن الهيثم السلمي ونافع بن خالد الطاحي وخليد بن عبد الله الحنفي وحاتم بن النعمان الباهلي، ويقال: بل استخلف قيس بن الهيثم وحده. وفيها غزا ابن أبي سرح من مصر زندان من ناحية المصيصة. وفيها احتفر ابن عامر فيض البصرة من الطازات فشقه وسط البصرة. وحفر نهر الأساودة حتى بلغ الشباك، واحتفرت أمه دجالة بنت الصلت نهرها الذي يقال له: نهر أم عبد الله وسط البصرة.