الله تعالى على عباده بالطاعة بالضرورة.
وبناء عليه فإن قاعدة (قبح العقاب بلا بيان) العقلية تعم كل موارد الطاعة، ولا يحتمل خروج حق طاعة الله تعالى عن هذه القاعدة العقلية، وهو الذي قرره الوحيد البهبهاني رحمه الله تعالى.
الوظيفة العقلية للمكلف لدى الشك في المكلف به:
ووظيفة المكلف لدى الشك في المكلف به هي الاحتياط بعكس حالة الشك في التكليف، وهذه الوظيفة عقلية وهي موضوع اتفاق الأصوليين والأخباريين وتثبت بالقاعدة العقلية المعروفة: (اشتغال الذمة اليقيني يستدعي البراءة اليقينية) وهي قاعدة عقلية محكمة لا مجال للتشكيك فيها، وقد اعتمدها علماء الأصول أساسا عقليا لأصالة الاحتياط كلما كان المورد من موارد العلم بالتكليف والشك في المكلف به أو في متعلقه وهذه القاعدة العقلية نجدها لأول مرة واضحة في كلمات الوحيد البهبهاني وقد طور علماء الأصول وخاصة الشيخ الأنصاري هذه القاعدة ومجالات استخدامها فيما بعد ولكن تبقى كلمات الوحيد البهبهاني في (الفوائد) هي المصدر الأول الذي استوحى منها علماء الأصول تفاصيل البحث في هذه القاعدة العقلية.
قاعدة (الاشتغال اليقيني يستدعي الفراغ اليقيني) في كلمات الوحيد:
يقول رحمه الله في تقرير هذه القاعدة العقلية:
(التكليف بالمجمل صحيح إذا تيسر الامتثال بإتيان المحتملات التي بإتيانها يتحقق المكلف به يقينا أو عرفا، كوجوب التنزه عن الإناءين المشتبهين وقضاء الفريضة المنسية من الخمس وغيرها. فتعين الاتيان بها