عدة الأصول (ط.ق) - الشيخ الطوسي - ج ٣ - الصفحة ١٢٦
أن يعلم الا بالعقل فهو كل علم لو لم يحصل للمكلف لم يمكنه معرفة السمع وما لا يتم هذا العلم الا به وذلك نحو العلم بان هيهنا حوادث لا يقدر عليها أحد من المحدثين وان لها محدثا قادرا عالما حيا قديما لا يشبه الأجسام ولا تشبيه ولا الاعراض وانه غنى لا يجوز عليه الحاجة وانه يستحق هذه الصفات لذاته لا لمعان قديمة أو محدثة سواه وانه لا يفعل الا الحسن ولا يجوز عليه شئ من القبايح ولا الاخلال بالواجب فمتى علم هذه الجملة صح ان يعلم صحة السمع متى لم يعلمها أو لم يعلم شيئا منها لا يصح أن يعلم صحة السمع وانما قلنا ذلك لأنه متى لم يعلم ما قلناه لم نأمن أن يكون الذي فعل المعجزة غير الحكيم وانه ممن يجوز عليه تصديق الكذب فلا نثق بصحة السمع واما ما يصح أن يعلم بالسمع والعقل معا فنحو ان الله تعالى لا يجوز عليه الرؤية على الحد الذي يجوزها الأشعري وأصحابه عليه لان نفى ذلك يصح أن يعلم بالسمع كما يصح أن يعلم بالعقل وغير ذلك مما يقدح فيما (قدمناه خ ر) قلناه واما ما لا يعلم الا بالسمع فعلى اضرب منها الاحكام عن (من) سبب أو علة عند من قال باثبات العلل ومنها ما هي أدلة على الاحكام ومنها ما يتعلق بذلك من شروطه وفروعه وأوصافه وكل ذلك لا يصح ان يعلم الا بالسمع فاما الاحكام فنحو الإباحة الشرعية نحو ذبح البهايم وغير ذلك عند من قال ان الأشياء على الإباحة فاما على ما نذهب إليه من الوقف وعلى ما نذهب إليه من الوقف وعلى مذهب من قال انها على الحظر فجميع المباحات لان الطريق بالعلم بها السمع لا غير وكذلك القبايح الشرعية نحو شرب الخمر ونحو الاكل في أيام الصوم ونحو الربا وما شاكلها فان جميع ذلك لولا السمع لما علم قبحها على طريق القطع فاما القتل والظلم فمعلوم بالعقل قبحه واما ما يستفاد بالسمع نحو ما يحسن من الآلام والقتل وهو ما كان فودا أو غيره ونحو جهاد الكفار وغير ذلك واما ما يقبح من البياعات وغيرها مما يقف التمليك على شروط لا تعرف الا بالشرع فشرعي واما ما رغب فيه الشرع فهو كل فعل لولا الشرع لكان قبيحا كالصوم والصلاة وما شاكلهما فاما الاحسان فإنه يعلم بالعقل انه ندب الا ما ورد الشرع به على أوصاف يرجع إليه أو إلى المعطى واما الواجب الشرعي فهو كل ما لولا دليل السمع لم يعلم وجوبه على الوجه الذي وجب عليه أو كان قبيحا وذلك نحو الصوم والصلاة والزكاة وشروط جميع ذلك وأوصافه وما يفسد منه وما يصح وما يفسده أو يصححه وما يجزى منه وما لا يجزى ويجب فيه القضاء وما يفسخ من العقود وما لا يفسخ من العقود ولا يقع به التمليك الا بشروط أو على أوصاف ما يجب من نوع الاملاك وغير ذلك فجميع ذلك يعلم شرعا وهذه الجملة تنبه على ما يعلم بالشرع من الاحكام اختلف الأحوال المحكوم لهم أو عليهم أو اتفق مختارا كان أو مكرها مكلفا أو غير مكلف واما سبب الاحكام لشهادات وساير الامارات
(١٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 فصل في ذكر الوجوه التي تحتاج الأشياء فيها إلى بيان وما يقع به البيان 2
2 فصل فيما ألحق بالمجمل وليس منه وما أخرج منه وهو داخل فيه 7
3 فصل في ذكر جواز تأخير التبليغ والمنع من جواز تأخير البيان عن وقت الحاجة 11
4 فصل في ذكر جواز تأخير البيان عن وقت الخطاب وذكر الخلاف فيه 12
5 فصل في أن المخاطب بالعام هل يجوز أن يسمعه وإن لم يسمع الخاص أو لا يجوز 19
6 فصل في القول في دليل الخطاب واختلاف الناس فيه 19
7 فصل في ذكر حقيقة النسخ وبيان شرائطه والفصل بينه وبين البداء 25
8 فصل في ذكر ما يصح معنى النسخ فيه من أفعال المكلف وما لا يصح وبيان شرائطه 30
9 فصل في ذكر جواز نسخ الشرعيات 32
10 فصل في ذكر جواز نسخ الحكم دون التلاوة ونسخ التلاوة دون الحكم 36
11 فصل في نسخ الشيء وقبل وقت فعله ما حكمه 37
12 فصل في أن الزيادة في النص هل يكون نسخا أولا 40
13 فصل في أن النقصان من النص هل هو نسخ أم لا والخلاف فيه 43
14 فصل في نسخ الكتاب بالكتاب والسنة بالسنة ونسخ الاجماع والقياس وتجويز القول في النسخ بهما 44
15 فصل في ذكر نسخ القرآن بالسنة والسنة بالقرآن 45
16 فصل في ذكر الطريق الذي يعرف به الناسخ والمنسوخ ومعرفة تاريخها 50
17 فصل في ذكر جملة من أحكام الافعال ومن يضاف اليه واختلاف وأحوالهم 51
18 فصل في ذكر المعنى التأسي بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وهل يجب اتباعه في افعاله عقلا أو سمعا وكيف القول فيه 52
19 فصل في الدلالة على أن افعاله صلى الله عليه وآله كلها ليست على الوجوب 55
20 فصل في ذكر الوجوه التي يقع عليها أفعاله صلى الله عليه وآله وبيان الطريق إلى معرفة ذلك 57
21 فصل في ذكر افعاله إذا اختلف هل يصح فيها التعارض أم لا؟ 59
22 فصل في أنه صلي الله عليه وآله هل كان متعبدا بشريعة من كان قبله من الأنبياء أم لا؟ 60
23 (الكلام في الاجماع) فصل في ذكر اختلاف الناس في الاجماع هل هو دليل أم لا؟ 64
24 فصل في كيفية العلم بالاجماع ومن يعتبر قوله فيه 75
25 فصل فيما يتفرع على الاجماع من حيث كان اجماعا عند من قال بذلك... 81
26 (الكلام في القياس) فصل في ذكر حقيقة القياس واختلاف الناس في ورود العبادة به 82
27 فصل في الكلام على من أحال القياس عقلا على اختلاف عللهم 84
28 فصل في أن القياس في الشرع لا يجوز استعماله 89
29 (الكلام في الاجتهاد) فصل في ذكر صفات المفتى والمستفتي وبيان أحكامهما 114
30 فصل في أن النبي صلى الله عليه وآله هل كان مجتهدا في شيء من الاحكام... 116
31 (الكلام في الحظر والإباحة) فصل في ذكر حقيقة الحظر والإباحة 117
32 فصل في ذكر بيان الأشياء التي يقال انها على الحظر والإباحة... 117
33 فصل في ذكر النافي هل عليه دليل أم لا والكلام في استصحاب الحال 123
34 فصل في ذكر ما يعلم على ضربين بالعقل والسمع 125