تفسير أبي السعود - أبي السعود - ج ٧ - الصفحة ٢٨٦
«فإذا جاء أمر الله» بالعذاب في الدنيا والآخرة «قضي بالحق» بإنجاء المحق وإثابته واهلاك المبطل وتعذيبه «وخسر هنالك» أي وقت مجيء امر الله اسم مكان استعير للزمان «المبطلون» أي المتمسكون بالباطل على الاطلاق فيدخل فيهم المعاندون المقترحون دخولا أوليا «الله الذي جعل لكم الأنعام» قيل هي الإبل خاصة أي خلقها لأجلكم ومصلحتكم وقوله تعالى «لتركبوا منها ومنها تأكلون» تفصيل لما دل عليه اللام اجمالا ومن لابتداء الغاية ومعناها ابتداء الركوب والاكل منها أي تعلقهما بها وقيل للتبعيض أي لتركبوا بعضها وتأكلوا بعضها لا على ان كلا من الركوب والاكل مختص ببعض معين منها بحيث لا يجوز تعلقه بما تعلق به الاخر بل على ان كل بعض منها صالح لكل منهما وتغيير النظم الكريم في الجملة الثانية لمراعاة الفواصل مع الاشعار بأصالة الركوب «ولكم فيها منافع» اخر غير الركوب والاكل كألبانها وأوبارها وجلودها «ولتبلغوا عليها حاجة في صدوركم» بحمل أثقالكم من بلد إلى بلد «وعليها وعلى الفلك تحملون» لعل المراد به حمل النساء والولدان عليها بالهودج وهو السر في فصله عن الركوب والجمع بينها وبين الفلك في الحمل لما بينهما من المناسبة التامة حتى سميت سفائن البر وقيل هي الأزواج الثمانية فمعنى الركوب والاكل منها تعلقهما بالكل لكن لا على أن كلا منهما يجوز تعلقه بكل منها ولا على ان كلا منهما مختص ببعض معين منها بحيث لا يجوز تعلقه بما تعلق به الآخر بل على ان بعضها يتعلق به الاكل فقط كالغنم وبعضها يتعلق به كلاهما كالإبل والبقر والمنافع تعم الكل وبلوغ الحاجة عليها يعم البقر «ويريكم آياته» دلائله الدالة على كمال قدرته ووفور رحمته «فأي آيات الله» أي فأي آية من تلك الآيات الباهرة «تنكرون» فإن كلا منها من الظهور بحيث لا يكاد يجترىء على انكارها من له عقل في الجملة وهو ناصب لأي وإضافة الآيات إلى الاسم الجليل لتربية المهابة وتهويل انكارها وتذكير أي هو الشائع المستفيض والتأنيث قليل لان التفرقة بين المذكر والمؤنث في الأسماء غير الصفات نحو حمار وحمارة غريب وهي في أي اغرب لابهامه «أفلم يسيروا» أي اقعدوا فلم يسيروا «في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم» من الأمم المهلكة وقوله تعالى «كانوا أكثر منهم وأشد قوة» الخ استئناف مسوق لبيان مبادى أحوالهم وعواقبها «وآثارا في الأرض» باقية بعدهم من الابنية والقصور والمصانع وقيل هي آثار اقدامهم في الأرض لعظم اجرامهم «فما أغنى عنهم ما كانوا
(٢٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 28 - سورة القصص 2
2 قوله تعالى: وحرمنا عليه المواضع الآية 5
3 قوله تعالى: فلما قضى موسى الأجل الآية 11
4 قوله تعالى: وقد وصلنا لهم القول الآية 18
5 قوله تعالى: إن قارون كان من قوم موسى الآية 24
6 29 - سورة العنكبوت 29
7 قوله تعالى: فآمن له لوط الآية 37
8 (الجزء الحادي والعشرون) قوله تعالى: ولا تجادلوا أهل الكتاب الآية 42
9 30 - سورة الروم 49
10 قوله تعالى: منيبين إليه الآية 60
11 قوله تعالى: الله الذي خلقكم من ضعف الآية 66
12 31 - سورة لقمان قوله تعالى: ومن يسلم وجهه إلى الله الآية 74
13 32 - سورة السجدة 79
14 قوله تعالى: قل يتوفاكم ملك الموت الآية 82
15 33 - سورة الأحزاب 89
16 قوله تعالى: قد يعلم الله المعوقين منكم الآية 96
17 (الجزء الثاني والعشرون) قوله تعالى: ومن يقنت منكن لله الآية 102
18 قوله تعالى: ترجى من تشاء منهم الآية 110
19 لئن لم نبه لمنافقون الآية 115
20 34 - سورة سبأ 120
21 قوله تعالى: ولقد آتينا داود منا فضلا الآية 124
22 قوله تعالى: قل من يرزقكم من السماء الآية 132
23 قوله تعالى: قل إنما أعظكم بواحدة الآية 138
24 35 - سورة فاطر 141
25 قوله تعالى: يا أيها الناس أنتم الفقراء الآية 148
26 قوله تعالى: إن الله يمسك السماوات والأرض 156
27 36 - سورة يس 158
28 (الجزء الثالث والعشرون) قوله تعالى: وما أنزلنا على قومه الآية 165
29 قوله تعالى: ألم أعهد إليكم يا بني آدم الآية 175
30 37 - سورة الصافات 183
31 قوله تعالى: احشروا الذين ظلموا الآية 187
32 قوله تعالى: وإن من شيعته لإبراهيم الآية 196
33 قوله تعالى: فنبذناه بالعراء وهو سقيم 205
34 38 - سورة ص 218
35 قوله تعالى: وهل أتاك نبؤا الخصم الآية 220
36 قوله تعالى: وعندهم قاصرات الطرف أتراب 231
37 39 - سورة الزمر 240
38 قوله تعالى: وإذا مس الإنسان ضر الآية 244
39 (الجزء الرابع والعشرون) قوله تعالى: فمن أظلم ممن كذب على الله الآية 254
40 قوله تعالى: قل يا عبادي الذين أسرفوا الآية 259
41 40 - سورة غافر 265
42 قوله تعالى: أولم يسيروا في الأرض الآية 272
43 قوله تعالى: ويا قوم مالي أدعوكم إلى النجاة الآية 277
44 قوله تعالى: قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله 283