«سبحان ربك رب العزة عما يصفون» تنزيه لله سبحانه عن كل ما يصفه المشركون به مما لا يليق بجناب كبريائه وجبروته مما ذكر في السورة الكريمة وما لم يذكر من الأمور التي من جملتها ترك انجاز الموعود على موجب كلمته السابقة لا سيما في حق رسول الله صلى الله عليه وسلم كما ينبئ عنه التعرض لعنوان الربوبية المعربة عن التربية والتكميل والمالكية الكلية مع الإضافة إلى ضميره صلى الله عليه وسلم أولا والى العزة ثانيا كأنه قيل سبحان من هو مر بيك ومكملك ومالك العزة والغلبة على الاطلاق عما يصفه المشركون به من الأشياء التي منها ترك نصرتك عليهم كما يدل عليه استعجالهم بالعذاب وقوله تعالى «وسلام على المرسلين» تشريف لهم عليهم السلام بعد تنزيهه تعالى عما ذكر وتنويه بشأنهم وايذان بأنهم سالمون عن كل المكاره فائزون بجميع المآرب وقوله تعالى «والحمد لله رب العالمين» إشارة إلى وصفه عز وجل بصفاته الكريمة الثبوتية بعد التنبيه على اتصافه تعالى بجميع صفاته السلبية وايذان باستتباعها للأفعال الجميلة التي من جملتها افاضته عليهم من فنون الكرامات السنية والكمالات الدينية والدنيوية وإسباغه عليهم وعلى من تبعهم صنوف النعماء الظاهرة والباطنة الموجبة لحمده تعالى واشعار بأن ما وعده صلى الله عليه وسلم من النصرة والغلبة قد تحققت والمراد تنبيه المؤمنين على كيفية تسبيحه تعالى وتحميده والتسليم على رسله الذين هم وسايط بينهم وبينه عز وعلا في فيضان الكمالات الدينية والدنيوية عليهم ولعل توسيط التسليم على المرسلين بين تسبيحه تعالى وتحميده لختم السورة الكريمة بحمده تعالى مع ما فيه من الاشعار بأن توفيقه تعالى للتسليم عليهم من جملة الموجبة للحمد عن علي رضي الله عنه من أحب ان يكتال بالمكيال الأوفى من الاجر يوم القيامة فليكن آخر كلامه إذا قام من مجلسه سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ والصآفات اعطى من الاجر عشر حسنات بعدد كل جني وشيطان وتباعدت منه مردة الشياطين وبرىء من الشرك وشهد له حافظاه يوم القيامة انه كان مؤمنا بالمرسلين
(٢١٢)