تفسير أبي السعود - أبي السعود - ج ٧ - الصفحة ٢٢٣
«فغفرنا له ذلك» أي ما استغفر منه وروى انه عليه الصلاة والسلام بقي ساجدا أربعين يوما وليلة لا يرفع رأسه الا الصلاة مكتوبة أو لما لا بد منه ولا يرقأ دمعه حتى نبت منه العشب إلى رأسه ولم يشرب ماء الا ثلثاه دمع وجهد نفسه راغبا إلى الله تعالى في العفو عنه حتى كاد يهلك واشتغل بذلك عن الملك حتى وثب ابن له يقال له أيشا على ملكه ودعا إلى نفسه فاجتمع اليه أهل الزيغ من بني إسرائيل فلما غفر له حاربه فهزمه «وإن له عندنا لزلفى» لقرابة وكرامة بعد المغفرة «وحسن مآب» حسن مرجع في الجنة «يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض» اما حكاية لما خوطب به عليه الصلاة والسلام مبينة لزلفاه عنده عز وجل واما مقول قول مقدر هو معطوف على غفرنا أو حال من فاعله أي وقلنا له أو قائلين له يا داود الخ أي استخلفناك على الملك فيها والحكم فيما بين أهلها أو جعلناك خليفة ممن كان قبلك من الأنبياء القائمين بالحق وفيه دليل بين على ان حاله عليه الصلاة والسلام بعد التوبة كما كانت قبلها لم تتغير قط «فاحكم بين الناس بالحق» بحكم الله تعالى فإن الخلافة بكلا معنييه مقتضية له حتما «ولا تتبع الهوى» أي هوى النفس في الحكومات وغيرها من أمور الدين والدنيا «فيضلك عن سبيل الله» بالنصب على انه جواب النهي وقيل هو مجزوم بالعطف على النهي مفتوح لالتقاء الساكنين أي فيكون الهوى أو اتباعه سببا لضلالك عن دلائله التي نصها على الحق تكوينا وتشريعا وقوله تعالى «إن الذين يضلون عن سبيل الله» تعليل لما قبله ببيان غائلته واظهار سبيل الله في موقع الاضمار لزيادة التقرير والايذان بكمال شناعة الضلال عنه «لهم عذاب شديد» جملة من خبر ومبتدأ وقعت خبرا لان أو الظرف خبر لان وعذاب مرتفع على الفاعلية بما فيه من معنى الاستقرار «بما نسوا» بسبب نسيانهم وقوله تعالى «يوم الحساب» اما مفعول لنسوا فيكون تعليلا صريحا لثبوت العذاب الشديد لهم بنسيان يوم الحساب بعد الاشعار بعلية ما يستتبعه ويستلزمه اعني الضلال عن سبيل الله تعالى فإنه مستلزم لنسيان يوم الحساب بالمرة بل هذا فرد من افراده أو ظرف لقوله تعالى لهم أي لهم عذاب شديد يوم القيامة بسبب نسيانهم الذي هو عبارة عن ضلالهم ومن ضرورته ان يكون مفعوله سبيل الله فيكون التعليل المصرح به حينئذ عين التعليل المشعر به بالذات غيره بالعنوان ومن لم يتنبيه لهذا السر السرى قال بسبب نسيانهم وهو ضلالهم عن السبيل فإن تذكره يقتضى ملازمة الحق ومخالفة الهوى فتدبر «وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلا» كلام مستأنف مقرر لما قبله
(٢٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227 228 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 28 - سورة القصص 2
2 قوله تعالى: وحرمنا عليه المواضع الآية 5
3 قوله تعالى: فلما قضى موسى الأجل الآية 11
4 قوله تعالى: وقد وصلنا لهم القول الآية 18
5 قوله تعالى: إن قارون كان من قوم موسى الآية 24
6 29 - سورة العنكبوت 29
7 قوله تعالى: فآمن له لوط الآية 37
8 (الجزء الحادي والعشرون) قوله تعالى: ولا تجادلوا أهل الكتاب الآية 42
9 30 - سورة الروم 49
10 قوله تعالى: منيبين إليه الآية 60
11 قوله تعالى: الله الذي خلقكم من ضعف الآية 66
12 31 - سورة لقمان قوله تعالى: ومن يسلم وجهه إلى الله الآية 74
13 32 - سورة السجدة 79
14 قوله تعالى: قل يتوفاكم ملك الموت الآية 82
15 33 - سورة الأحزاب 89
16 قوله تعالى: قد يعلم الله المعوقين منكم الآية 96
17 (الجزء الثاني والعشرون) قوله تعالى: ومن يقنت منكن لله الآية 102
18 قوله تعالى: ترجى من تشاء منهم الآية 110
19 لئن لم نبه لمنافقون الآية 115
20 34 - سورة سبأ 120
21 قوله تعالى: ولقد آتينا داود منا فضلا الآية 124
22 قوله تعالى: قل من يرزقكم من السماء الآية 132
23 قوله تعالى: قل إنما أعظكم بواحدة الآية 138
24 35 - سورة فاطر 141
25 قوله تعالى: يا أيها الناس أنتم الفقراء الآية 148
26 قوله تعالى: إن الله يمسك السماوات والأرض 156
27 36 - سورة يس 158
28 (الجزء الثالث والعشرون) قوله تعالى: وما أنزلنا على قومه الآية 165
29 قوله تعالى: ألم أعهد إليكم يا بني آدم الآية 175
30 37 - سورة الصافات 183
31 قوله تعالى: احشروا الذين ظلموا الآية 187
32 قوله تعالى: وإن من شيعته لإبراهيم الآية 196
33 قوله تعالى: فنبذناه بالعراء وهو سقيم 205
34 38 - سورة ص 218
35 قوله تعالى: وهل أتاك نبؤا الخصم الآية 220
36 قوله تعالى: وعندهم قاصرات الطرف أتراب 231
37 39 - سورة الزمر 240
38 قوله تعالى: وإذا مس الإنسان ضر الآية 244
39 (الجزء الرابع والعشرون) قوله تعالى: فمن أظلم ممن كذب على الله الآية 254
40 قوله تعالى: قل يا عبادي الذين أسرفوا الآية 259
41 40 - سورة غافر 265
42 قوله تعالى: أولم يسيروا في الأرض الآية 272
43 قوله تعالى: ويا قوم مالي أدعوكم إلى النجاة الآية 277
44 قوله تعالى: قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله 283