تفسير أبي السعود - أبي السعود - ج ٧ - الصفحة ٢١٣
مكية وآياتها ثمان وثمانون آية «بسم الله الرحمن الرحيم» «ص» بالسكون على الوقف وقرئ بالكسر والفتح لالتقاء الساكنين ويجوز ان يكون الفتح بإضمار حرف القسم في موضع الجر كقولهم الله لأفعلين بالجر وان يكون ذلك نصبا بإضمار اذكر أو أقر الا فتحا كما مر في فاتحة سورة البقرة وامتناع الصرف للتعريف والتأنيث لأنها علم للسورة وقد صرفها من قرا صاد بالتنوين على انه اسم الكتاب أو التنزيل وقيل هو في قراءة الكسر امر من المصاداة وهي المعارضة والمقابلة ومنها الصدى الذي ينعكس من الأجسام الصلبة بمقابلة الصوت ومعناه عارض القرآن بعملك فاعمل بأوامره وانته عن نواهيه وتخلق بأخلاقه ثم ان جعل اسما للحرف مسرودا على منهاج التحدي أو الرمز إلى كلام مثل صدق الله أو صدق محمد كما نقل عن أكابر السلف أو اسما للسورة خبرا لمبتدأ محذوف أو نصبا على اضمار اذكر أو اقرا أو امرا من المصاداة قالوا وفي قوله تعالى «والقرآن ذي الذكر» للقسم وان جعل مقسما به فهي للعطف عليه فإن أريد بالقرآن كله فالمغايرة بينهما حقيقة وان أريد عين السورة فهي اعتبارية كما في قولك مررت بالرجل الكريم وبالنسبة المباركة وأيا ما كان ففي التكرير مزيد تأكيد لمضمون الجملة المقسم عليها والذكر الشرف والنباهة كما في قوله تعالى وانه لذكر لك ولقومك أو الذكرى والموعظة أو ذكر ما يحتاج اليه في امر الدين من الشرائع والاحكام وغيرها من أقاصيص الأنبياء عليهم الصلاة والسلام واخبار الأمم الدارجة والوعد والوعيد وجواب القسم على الوجه الأول والرابع والخامس محذوف هو ما ينبئ عنه التحدي والامر والاقسام به من كون المتحدي به معجزا وكون المأمور به واجبا وكون المقسم به حقيقا بالإعظام أي اقسم بالقرآن أو بصاد وبه إنه لمعجز أو لواجب العمل به أو لحقيق بالإعظام واما على الوجهين الباقيين فهو الكلام المرموز اليه ونفس الجملة المذكورة قبل القسم فإن التسمية تنويه بشأن المسمى وتنبيه على عظم خطره أي انه لصادق والقرآن ذي الذكر أو هذه السورة عظيمة الشأن والقرآن الخ على طريقة قولهم هذا حاتم والله ولما كان كل واحد من هذه الأجوبة منبئا عن انتفاء الريب عن مضمونه بالكلية انباء بينا كان قوله تعالى «بل الذين كفروا في عزة وشقاق» إضرابا عن ذلك كأنه قيل لا ريب فيه قطعا وليس عدم اذعان الكفرة له لشائبة ريب ما فيه بل هم في استكبار وحمية شديدة وشقاق بعيد لله تعالى ولرسوله ولذلك لا يذعنون له
(٢١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 28 - سورة القصص 2
2 قوله تعالى: وحرمنا عليه المواضع الآية 5
3 قوله تعالى: فلما قضى موسى الأجل الآية 11
4 قوله تعالى: وقد وصلنا لهم القول الآية 18
5 قوله تعالى: إن قارون كان من قوم موسى الآية 24
6 29 - سورة العنكبوت 29
7 قوله تعالى: فآمن له لوط الآية 37
8 (الجزء الحادي والعشرون) قوله تعالى: ولا تجادلوا أهل الكتاب الآية 42
9 30 - سورة الروم 49
10 قوله تعالى: منيبين إليه الآية 60
11 قوله تعالى: الله الذي خلقكم من ضعف الآية 66
12 31 - سورة لقمان قوله تعالى: ومن يسلم وجهه إلى الله الآية 74
13 32 - سورة السجدة 79
14 قوله تعالى: قل يتوفاكم ملك الموت الآية 82
15 33 - سورة الأحزاب 89
16 قوله تعالى: قد يعلم الله المعوقين منكم الآية 96
17 (الجزء الثاني والعشرون) قوله تعالى: ومن يقنت منكن لله الآية 102
18 قوله تعالى: ترجى من تشاء منهم الآية 110
19 لئن لم نبه لمنافقون الآية 115
20 34 - سورة سبأ 120
21 قوله تعالى: ولقد آتينا داود منا فضلا الآية 124
22 قوله تعالى: قل من يرزقكم من السماء الآية 132
23 قوله تعالى: قل إنما أعظكم بواحدة الآية 138
24 35 - سورة فاطر 141
25 قوله تعالى: يا أيها الناس أنتم الفقراء الآية 148
26 قوله تعالى: إن الله يمسك السماوات والأرض 156
27 36 - سورة يس 158
28 (الجزء الثالث والعشرون) قوله تعالى: وما أنزلنا على قومه الآية 165
29 قوله تعالى: ألم أعهد إليكم يا بني آدم الآية 175
30 37 - سورة الصافات 183
31 قوله تعالى: احشروا الذين ظلموا الآية 187
32 قوله تعالى: وإن من شيعته لإبراهيم الآية 196
33 قوله تعالى: فنبذناه بالعراء وهو سقيم 205
34 38 - سورة ص 218
35 قوله تعالى: وهل أتاك نبؤا الخصم الآية 220
36 قوله تعالى: وعندهم قاصرات الطرف أتراب 231
37 39 - سورة الزمر 240
38 قوله تعالى: وإذا مس الإنسان ضر الآية 244
39 (الجزء الرابع والعشرون) قوله تعالى: فمن أظلم ممن كذب على الله الآية 254
40 قوله تعالى: قل يا عبادي الذين أسرفوا الآية 259
41 40 - سورة غافر 265
42 قوله تعالى: أولم يسيروا في الأرض الآية 272
43 قوله تعالى: ويا قوم مالي أدعوكم إلى النجاة الآية 277
44 قوله تعالى: قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله 283