لهم المنصورون وإن جندنا» وهم اتباع المرسلين «لهم الغالبون» على أعدائهم في الدنيا والآخرة ولا يقدح في ذلك انهزامهم في بعض المشاهد فإن قاعدة امرهم وأساسه الظفر والنصرة وإن وقع في تضاعيف ذلك شوب من الابتلاء والمحنة والحكم للغالب وعن ابن عباس رضى الله عنهما إن لم ينصروا في الدنيا نصروا في الآخرة وقرئ على عبدنا بتضمين سبقت معنى حقت وتسميتها كلمة مع أنها كلمات لانتظامها في معنى واحد وقرئ كلماتنا «فتول عنهم» فأعرض عنهم واصبر «حتى حين» إلى مدة يسيرة وهي مدة الكف عن القتال وقيل يوم بدر وقيل يوم الفتح «وأبصرهم» عل أسوأ حال وأفظع نكال حل بهم من القتل والأسر والمراد بالامر بابصارهم الإيذان بغاية قربه كأنه بين يديه «فسوف يبصرون» ما يقع حينئذ من الأمور وسوف للوعيد دون التبعيد «أفبعذابنا يستعجلون» روى أنه لما نزل فسوف يبصرون قالوا متى هذا فنزل «فإذا نزل بساحتهم» أي فإذا نزل العذاب الموعود بفنائهم كأنه جيش قد هجمهم فأناخ بفنائهم بغتة فشن عليهم الغارة وقطع دابرهم بالمرة وقيل المراد نزول رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح وقرئ نزل بساحتهم على إسناده إلى الجار والمجرور وقرئ نزل مبنيا للمفعول من التنزيل أي نزل العذاب «فساء صباح المنذرين» فبئس صباح المنذرين صباحهم واللام للجنس والصباح مستعار من صباح الجيش المبيت لوقت نزول العذاب ولما كثرت منهم الغارة في الصباح سموها صباحا وإن وقعت ليلا روى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أتى خيبر وكانوا خارجين إلى مزارعهم ومعهم المساحى قالوا محمد والخميس ورجعهم إلى حصنهم فقال صلى الله عليه وسلم الله أكبر خربت خيبر إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين «فتول عنهم حتى حين» «وأبصر فسوف يبصرون» تسلية لرسول الله صلى الله عليه وسلم إثر تسلية وتأكيد لوقوع الميعاد غب تأكيد مع ما في إطلاق الفعلين عن المفعول من الإيذان بأن ما يبصره صلى الله عليه وسلم حينئذ من فنون المسار وما يبصرونه من أنواع المضار لا يحيط به الوصف والبيان وقيل أريد بالأول عذاب الدنيا وبالثاني عذاب الآخرة
(٢١١)