تفسير أبي السعود - أبي السعود - ج ٧ - الصفحة ١٥٥
يقتضيه المقام والفاء في قوله تعالى «فذوقوا» لترتيب الامر بالذوق على ما قبلها من التعمير ومجئ النذير وفي قوله تعالى «فما للظالمين من نصير» للتعليل «إن الله عالم غيب السماوات والأرض» بالإضافة وقرئ بالتنوين ونصب غيب على المفعولية أي لا يخفي عليه خافية فيهما فلا تخفي عليه أحوالهم «إنه عليم بذات الصدور» قيل انه تعليل لما قبله لأنه إذا علم مضمرات الصدور وهي اخفى ما يكون كان اعلم بغيرها «هو الذي جعلكم خلائف في الأرض» يقال للمستخلف خليفة والأول يجمع خلائف والثاني خلفاء والمعنى انه تعالى جعلكم خلفاءه في ارضه والقي إليكم مقاليد التصرف فيها وسلطكم على ما فيها وأباح لكم منافعها أو جعلكم خلفاء ممن قبلكم من الأمم وأورثكم ما بأيديهم من متاع الدنيا لتشكروه بالتوحيد والطاعة «فمن كفر» منكم مثل هذه النعمة السنية وغمطها «فعليه كفره» أي وبال كفره لا يتعداه إلى غيره وقوله تعالى «ولا يزيد الكافرين كفرهم عند ربهم إلا مقتا ولا يزيد الكافرين كفرهم إلا خسارا» بيان لوبال الكفر وغائلته وهو مقت الله تعالى إياهم أي بغضه الشديد الذي ليس وراءه خزي وصغار وخسار الآخرة الذي ما بعده شر وخسار والتكرير لزيادة التقرير والتنبيه على ان اقتضاء الكفر لكل واحد من الامرين الهائلين القبيحين بطريق الاستقلال والأصالة «قل» تبكيتا لهم «أرأيتم شركاءكم الذين تدعون من دون الله» أي آلهتكم والإضافة إليهم لأنهم جعلوهم شركاء لله تعالى من غير ان يكون له أصل ما أصلا وقيل جعلوهم شركاء لأنفسهم فيما يملكونه ويأباه سباق النظم الكريم وسياقه «أروني ماذا خلقوا من الأرض» بدل اشتمال من أرأيتم كأنه قيل أخبروني عن شركائكم أروني أي جزء خلقوا من الأرض «أم لهم شرك في السماوات» أي أم لهم شركة مع الله سبحانه في خلق السماوات ليستحقوا بذلك شركة في الألوهية ذاتية «أم آتيناهم كتابا» ينطق بأنا اتخذناهم شركاء «فهم على بينة منه» أي حجة ظاهرة من ذلك الكتاب بأن لهم شركة جعلية ويجوز ان يكون ضمير آتيناهم للمشركين كما في قوله تعالى أم أنزلنا عليهم سلطانا الخ وقرئ على بينات وفيه ايماء إلى ان الشرك امر خطير لا بد في اثباته من تعاضد الدلائل «بل إن يعد الظالمون بعضهم بعضا إلا غرورا» لما نفي أنواع الحجج في ذلك اضرب عنه بذكر ما حملهم عليه وهو تغرير الاسلاف للأخلاف واضلال الرؤساء للاتباع بأنهم شفعاء عند الله يشفعون لهم بالتقريب اليه
(١٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 28 - سورة القصص 2
2 قوله تعالى: وحرمنا عليه المواضع الآية 5
3 قوله تعالى: فلما قضى موسى الأجل الآية 11
4 قوله تعالى: وقد وصلنا لهم القول الآية 18
5 قوله تعالى: إن قارون كان من قوم موسى الآية 24
6 29 - سورة العنكبوت 29
7 قوله تعالى: فآمن له لوط الآية 37
8 (الجزء الحادي والعشرون) قوله تعالى: ولا تجادلوا أهل الكتاب الآية 42
9 30 - سورة الروم 49
10 قوله تعالى: منيبين إليه الآية 60
11 قوله تعالى: الله الذي خلقكم من ضعف الآية 66
12 31 - سورة لقمان قوله تعالى: ومن يسلم وجهه إلى الله الآية 74
13 32 - سورة السجدة 79
14 قوله تعالى: قل يتوفاكم ملك الموت الآية 82
15 33 - سورة الأحزاب 89
16 قوله تعالى: قد يعلم الله المعوقين منكم الآية 96
17 (الجزء الثاني والعشرون) قوله تعالى: ومن يقنت منكن لله الآية 102
18 قوله تعالى: ترجى من تشاء منهم الآية 110
19 لئن لم نبه لمنافقون الآية 115
20 34 - سورة سبأ 120
21 قوله تعالى: ولقد آتينا داود منا فضلا الآية 124
22 قوله تعالى: قل من يرزقكم من السماء الآية 132
23 قوله تعالى: قل إنما أعظكم بواحدة الآية 138
24 35 - سورة فاطر 141
25 قوله تعالى: يا أيها الناس أنتم الفقراء الآية 148
26 قوله تعالى: إن الله يمسك السماوات والأرض 156
27 36 - سورة يس 158
28 (الجزء الثالث والعشرون) قوله تعالى: وما أنزلنا على قومه الآية 165
29 قوله تعالى: ألم أعهد إليكم يا بني آدم الآية 175
30 37 - سورة الصافات 183
31 قوله تعالى: احشروا الذين ظلموا الآية 187
32 قوله تعالى: وإن من شيعته لإبراهيم الآية 196
33 قوله تعالى: فنبذناه بالعراء وهو سقيم 205
34 38 - سورة ص 218
35 قوله تعالى: وهل أتاك نبؤا الخصم الآية 220
36 قوله تعالى: وعندهم قاصرات الطرف أتراب 231
37 39 - سورة الزمر 240
38 قوله تعالى: وإذا مس الإنسان ضر الآية 244
39 (الجزء الرابع والعشرون) قوله تعالى: فمن أظلم ممن كذب على الله الآية 254
40 قوله تعالى: قل يا عبادي الذين أسرفوا الآية 259
41 40 - سورة غافر 265
42 قوله تعالى: أولم يسيروا في الأرض الآية 272
43 قوله تعالى: ويا قوم مالي أدعوكم إلى النجاة الآية 277
44 قوله تعالى: قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله 283