بعض، إنا أعطيناكم هذا ضيما منكم وخوفا وفرقا فأما إذ قدم محمد فلا نعطيكم فكادت الحرب تهيج بينهما ثم ارتضوا على أن جعلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهما فأرسلوا إليه أناسا من المنافقين ليختبروا رأيه فأنزل الله: * (يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر) * الآية.
وروى احمد ومسلم وغيرهما عن البراء بن عازب قال: مر على النبي صلى الله عليه وسلم بيهودي محمم مجلود فدعاهم فقال: هكذا تجدون حد الزاني في كتابكم؟ فقالوا نعم، فدعا رجلا من علمائهم فقال: أنشدك الله الذي أنزل التوراة على موسى هكذا تجدون حد الزاني يكون في كتابكم؟ فقال: لا والله لولا أنك نشدتني بهذا لم أخبرك نجد حد الزاني في كتابنا الرجم ولكنه كثر في أشرافنا فكنا إذا زنى الشريف تركناه وإذا زنى الضعيف أقمنا عليه الحد فقلنا تعالوا حتى نجعل شيئا نقيمه على الشريف والوضيع فاجتمعنا على التحميم والجلد فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
اللهم إني أول من أحيى أمرك إذ أماتوه فأمر به فرجم فأنزل الله: * (يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر) * إلى قوله: * (إن أوتيتم هذا فخذوه) * [41] يقولون ائتوا محمدا فان أفتاكم بالتحميم والجلد فخذوه وإن أفتاكم بالرجم فاحذروا إلى قوله: * (ومن لم يحكم بما انزل الله فأولئك هم الظالمون) * [45].
(ك) وأخرج الحميدي في مسنده عن جابر بن عبد الله قال: زنى رجل من أهل فدك فكتب أهل فدك إلى ناس بالمدينة أن اسألوا محمدا عن ذلك، فان أمر بالجلد فخذوه عنه، وإن أمركم بالرجم فلا تأخذوه عنه فسألوه عن ذلك، فذكر نحو ما تقدم فأمر به فرجم فنزلت: * (فان جاؤوك فاحكم بينهم) * [42] الآية. وأخرج البيهقي في الدلائل من حديث أبي هريرة نحوه.
قوله تعالى: * (وأن احكم بينهم بما أنزل الله) * [49]. روى ابن إسحاق عن ابن عباس قال: قال كعب بن أسيد وعبد الله بن صوريا وشاس بن قيس اذهبوا بنا إلى محمد لعلنا نفتنه عن دينه فجاؤوا فقالوا: يا محمد إنك قد عرفت أنا أحبار