لأصحابه: ولا ترونه أقرب منه الآن اطرحوا عليه حجارة فاقتلوه ولا ترون شرا أبدا فجاؤوا إلى رحى عظيمة ليطرحوها عليه فأمسك الله عنها أيديهم حتى جاءه جبريل فأقامه من ثمت، فأنزل الله: * (يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ هم قوم) * الآية. وأخرج نحوه عن عبد الله بن أبي بكر وعاصم بن عمير بن قتادة ومجاهد وعبد الله ابن كثير وأبي مالك.
وأخرج عن قتادة قال: ذكر لنا أن هذه الآية أنزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ببطن نخل في الغزوة السابعة فأراد بنو ثعلبة وبنو محارب أن يفتكوا بالنبي صلى الله عليه وسلم فأرسلوا إليه الأعرابي - يعنى الذي جاءه وهو نائم في بعض المنازل - فأخذ سلاحه وقال: من يحول بيني وبينك فقال: الله، فشام السيف ولم يعاقبه.
وأخرج أبو نعيم في دلائل النبوة من طريق الحسن عن جابر بن عبد الله أن رجلا من محارب يقال له غورث بن الحرث قال لقومه: أقتل لكم محمدا فأقبل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس وسيفه في حجره فقال: يا محمد انظر إلى سيفك هذا؟ قال: نعم فأخذه فاستله وجعل يهزه ويهم به فيكبته الله تعالى فقال: يا محمد أما تخافني؟ قال: لا. قال: أما تخافني والسيف في يدي؟ قال: لا، يمنعني الله منك ثم أغمد السيف ورده إلى رسول الله فأنزل الله الآية.
قوله تعالى: * (يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا) * [15] الآية. أخرج ابن جرير عن عكرمة قال: إن نبي الله صلى الله عليه وسلم أتاه اليهود يسألونه عن الرجم فقال:
أيكم أعلم؟ فأشاروا إلى ابن صوريا فناشده بالذي أنزل التوراة على موسى والذي رفع الطور والمواثيق التي أخذت عليهم حتى أخذه أفكل، فقال: إنه لما كثر فينا جلدنا مائة وحلقنا الرؤوس، فحكم عليهم بالرجم فأنزل الله * (يا أهل الكتاب) * إلى قوله * (صراط مستقيم) * [16].
قوله تعالى: * (وقالت اليهود) * [18] الآيات. روى ابن إسحاق عن ابن عباس قال: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم نعمان بن قصي وبحر بن عمر وشاش بن عدي فكلموه وكلمهم، ودعاهم إلى الله وحذرهم نقمته، فقالوا: ما تخوفنا