فإنهم لا يستحلون القتال في الشهر الحرام فأبى المشركون ذلك وقاتلوهم وبغوا عليهم فقاتلهم المسلمون ونصروا عليهم فنزلت هذه الآية.
سورة المؤمنون أخرج الحاكم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى رفع بصره إلى السماء فنزلت: * (الذين هم في صلاتهم خاشعون) * [2] فطأطأ رأسه. وأخرجه ابن مردويه بلفظ: كان يلتفت في الصلاة. وأخرجه سعيد بن منصور عن ابن سيرين مرسلا بلفظ: كان يقلب بصره فنزلت.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن سيرين مرسلا: كان الصحابة يرفعون أبصارهم إلى السماء في الصلاة فنزلت. وأخرج ابن أبي حاتم عن عمر قال: وافقت ربي في أربع نزلت: * (ولقد خلقنا الانسان من سلالة من طين) * [12] الآية فلما نزلت قلت أنا: فتبارك الله أحسن الخالقين.
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال: كانت قريش تسمر حول البيت ولا تطوف به ويفتخرون به فأنزل الله: * (مستكبرين به سامرا تهجرون) * [67].
واخرج النسائي والحاكم عن ابن عباس قال: جاء أبو سفيان إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد أنشدك بالله والرحم قد أكلنا العلهز يعني الوبر والدم فأنزل الله:
* (ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون) * [76].
واخرج البيهقي في الدلائل بلفظ أن ابن إياز الحنفي لما أتى به النبي صلى الله عليه وسلم وهو أسير خلى سبيله وأسلم فلحق بمكة ثم رجع فحال بين أهل مكة وبين الميرة من اليمامة حتى أكلت قريش العلهز فجاء أبو سفيان إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
ألست تزعم أنك بعثت رحمة للعالمين؟ قال: بلى. قال: فقد قتلت الآباء بالسيف والأبناء بالجوع فنزلت.