المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل: فذكرت ذلك لعمي فذكر ذلك عمي للنبي صلى الله عليه وسلم فدعاني النبي صلى الله عليه وسلم فحدثته فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عبد الله بن أبي وأصحابه فحلفوا ما قالوا فكذبني وصدقه فأصابني شئ لم يصبني قط مثله فجلست في البيت فقال عمي: ما أردت إلا أن أكذبك رسول الله صلى الله عليه وسلم ومقتك فأنزل الله: * (إذا جاءك المنافقون) * [1] فبعث إلي رسول الله صلى عليه وسلم فقرأها ثم قال: إن الله قد صدقك. له طرق كثيرة عن زيد وفي بعضها أن ذلك في غزوة تبوك وان نزول السورة ليلا.
سورة التغابن أخرج الترمذي والحاكم وصححاه عن ابن عباس قال: نزلت هذه الآية * (إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم) * [14] في قوم من أهل مكة أسلموا فأبى أزواجهم وأولادهم أن يدعوهم يأتوا المدينة فلما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم رأو الناس قد فقهوا فهموا أن يعاقبوهم فأنزل الله: * (وأن تعفوا وتصفحوا) * [14] الآية.
وأخرج ابن جرير عن عطاء بن يسار قال: نزلت سورة التغابن كلها بمكة إلا هؤلاء الآيات * (يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم) * [14] نزلت في عوف ابن مالك الأشجعي كان ذا أهل وولد فكان إذا أراد الغزو بكوا إليه ووقفوه فقالوا: إلى من تدعنا؟ فيرق ويقيم فنزلت هذه الآية وبقية الآيات إلى آخر السورة بالمدينة.
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال: لما نزلت * (اتقوا الله حق تقاته) * [آل عمران: 102] اشتد على القوم العمل فقاموا حتى ورمت عراقيبهم وتقرحت جباههم فأنزل الله تخفيفا على المسلمين * (فاتقوا الله ما استطعتم) * [16] الآية.