الصيف فقالوا: يا محمد ألست تزعم أنك على ملة إبراهيم ودينه وتؤمن بما عندنا؟ قال: بلى ولكنكم أحدثتم وجحدتم بما فيها وكتمتم ما أمرتم أن تبينوه للناس قالوا: فإنا نأخذ بما في أيدينا فإنا على الهدى والحق فأنزل الله: * (قل يا أهل الكتاب لستم على شئ) * الآية.
قوله تعالى: * (ولتجدن أقربهم مودة) * [82] الآية. أخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن المسيب وأبي بكر بن عبد الرحمن وعروة بن الزبير قالوا: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن أمية الضمري وكتب معه كتابا إلى النجاشي فقدم على النجاشي فقرأ كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم دعا جعفر بن أبي طالب والمهاجرين معه وأرسل إلى الرهبان والقسيسين، ثم أمر جعفر بن أبي طالب فقرأ عليهم سورة مريم فآمنوا بالقرآن وفاضت أعينهم من الدمع فهم الذين أنزل الله فيهم * (ولتجدن أقربهم مودة) * إلى قوله: * (فاكتبنا مع الشاهدين) * [83].
وروى ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال: بعث النجاشي ثلاثين رجلا من خيار أصحابه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأ عليهم سورة يس فبكوا فنزلت فيهم الآية.
وأخرج النسائي عن عبد الله بن الزبير قال: نزلت هذه الآية في النجاشي وأصحابه: * (وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع) * [83]. وروى الطبراني عن ابن عباس نحوه أبسط منه.
قوله تعالى: * (يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا) * [87] الآية. روى الترمذي وغيره عن ابن عباس: ان رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إني إذا أصبت اللحم انتشرت للنساء وأخذتني شهوتي فحرمت علي اللحم فأنزل الله: * (يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم) * الآية.
وأخرج ابن جرير من طريق العوفي عن أن عباس: إن رجالا من الصحابة:
منهم عثمان بن مظعون حرموا النساء واللحم على أنفسهم، وأخذوا الشفار ليقطعوا مذاكيرهم لكي تنقطع الشهوة عنهم ويتفرغوا للعبادة. فنزلت: