وأخرج نحوه ذلك من مرسل عكرمة وأبي قلابة ومجاهد وأبي مالك والنخعي والسدي وغيرهم وفي رواية السدي انهم كانوا عشرة: منهم ابن مظعون وعلي ابن أبي طالب، وفي رواية عكرمة: منهم ابن مظعون وعلي وابن مسعود والمقداد ابن الأسود وسالم مولى أبي حذيفة وفي رواية مجاهد منهم ابن مظعون وعبد الله ابن عمر.
وأخرج ابن عساكر في تاريخه من طريق السدي الصغير عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال: نزلت هذه الآية في رهط من الصحابة منهم أبو بكر وعمر وعلي وابن مسعود وعثمان بن مظعون والمقداد بن الأسود وسالم مولى أبي حذيفة، توافقوا أن يجبوا أنفسهم ويعتزلوا النساء ولا يأكلوا لحما ولا دسما ويلبسوا المسوح ولا يأكلون من الطعام الا قوتا وأن يسيحوا في الأرض كهيئة الرهبان فنزلت: وروى ابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم أن عبد الله بن رواحة أضافه ضيف من أهله وهو عند النبي صلى الله عليه وسلم ثم رجع إلى أهله فوجدهم لم يطعموا ضيفه انتظارا له فقال لامرأته: حبست ضيفي من أجلي هو حرام علي، فقالت امرأته: هو علي حرام فقال الضيف: هو علي حرام فلما رأى ذلك وضع يده وقال: كلوا بسم الله. ثم ذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر الذي كان منهم ثم أنزل الله: * (يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم) * [87] قوله تعالى: * (يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر) * [90] الآية. روى أحمد عن أبي هريرة قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وهم يشربون الخمر ويأكلون الميسر فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهما فأنزل الله: * (يسألونك عن الخمر والميسر) * [البقرة 219] الآية فقال الناس: ما حرم علينا إنما قال إثم كبير وكانوا يشربون الخمر حتى كان يوم من الأيام صلى رجل من المهاجرين أم أصحابه في المغرب فخلط في قراءته فأنزل الله آية أغلظ منها: * (يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون) * [النساء: 43] ثم نزلت آية أغلظ من ذلك: * (يا أيها الذين أمنوا إنما الخمر والميسر) * إلى قوله: * (فهل