(تنبيه) إذا تأملت ما أوردناه من أسباب نزول آيات هذه السورة عرفت الرد على من قال بأنها مكية.
سورة المائدة قوله تعالى: * (لا تحلوا شعائر الله) * [2] الآية. أخرج ابن جرير عن عكرمة قال: قدم الحطم بن هند البكري المدينة في عير له يحمل طعاما فباعه، ثم دخل على النبي صلى الله عليه وسلم فبايعه وأسلم فلما ولى خارجا نظر إليه، فقال لمن عنده:
لقد دخل علي بوجه فاجر وولى بقفا غادر، فلما قدم اليمامة ارتد عن الاسلام، وخرج في عير له يحمل الطعام في ذي القعدة يريد مكة، فلما سمع به أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم تهيأ للخروج إليه نفر من المهاجرين والأنصار ليقتطعوه في عيره فأنزل الله: * (يا أيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله) * [2] الآية. فانتهى القوم وأخرج عن السدي نحوه.
قوله تعالى: * (ولا يجرمنكم) * [2] الآية. أخرج ابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحديبية وأصحابه حين صدهم المشركون عن البيت وقد اشتد ذلك عليهم فمر بهم أناس من المشركين من أهل المشرق يريدون العمرة فقال أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: نصد هؤلاء كما صدوا أصحابنا فأنزل الله * (ولا يجرمنكم) * [2] الآية.
قوله تعالى: * (حرمت عليكم الميتة) * [3] الآية. أخرج ابن مندة في كتاب الصحابة من طريق عبد الله بن جبلة بن حبان بن حجر عن أبيه عن جده حبان قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وانا أوقد تحت قدر فيها لحم ميتة، فأنزل تحريم الميتة فأكفأت القدر.
قوله تعالى: * (يسألونك ماذا أحل لهم) * [4] الآية. روى الطبراني والحاكم والبيهقي وغيرهم عن أبي رافع قال: جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فاستأذن عليه فأذن له فأبطأ فأخذ رداءه فخرج إليه وهو قائم بالباب، فقال: قد أذنا لك