(23) * (ولما ورد ماء مدين) * بئر فيها أي وصل إليها * (وجد عليه أمة) * جماعة * (من الناس يسقون) * مواشيهم * (ووجد من دونهم) * سواهم * (امرأتين تذودان) * تمنعان أغنامها عن الماء * (قال) * موسى لهما * (ما خطبكما) * ما شأنكما لا تسقيان * (قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء) * جمع راع أي يرجعون من سقيهم خوف الزحام فنسقي وفي قراءة يصدر من الرباعي أي يصرفوا مواشيهم عن الماء * (وأبونا شيخ كبير) * لا يقدر أن يسقي.
(24) * (فسقى لهما) * من بئر أخرى بقربهما رفع حجرا عنها لا يرفعه إلا عشرة أنفس * (ثم تولى) * انصرف * (إلى الظل) * لسمرة من شدة حر الشمس وهو جائع * (فقال رب إني لما أنزلت إلي من خير) * طعام * (فقير) * محتاج فرجعتا إلى أبيهما في زمن أقل مما كانتا ترجعان فيه فسألهما عن ذلك فأخبرتاه بمن سقى لهما فقال لإحداهما: ادعيه لي فقال تعالى:
(25) * (فجاءته إحداهما تمشي على استحياء) * أي واضعة كم درعها على وجهها حياء منه * (قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا) * فأجابها منكرا في نفسه أخذ الأجرة كأنها قصدت المكافأة إن كان ممن يريدها فمشت بين يديه فجعلت الريح تضرب ثوبها فتكشف ساقيها فقال لها: أمشي خلفي ودليني على الطريق ففعلت إلى أن جاء أباها وهو شعيب عليه السلام وعنده عشاء فقال: اجلس فتعش وقال: أخاف أن يكون عوضا مما سقيت لهما وإنا أهل بيت لا نطلب على عمل خير عوضا قال: لا، عادتي وعادة آبائي
____________________
الأنصار: لئن أصبنا منهم يوما مثل هذا لنربين عليهم فلما كان يوم فتح مكة أنزل الله (وإن عاقبتم فعاقبوا) الآية وظاهر هذا تأخر نزولها إلى الفتح وفي الحديث الذي قبله نزولها بأحد وجمع ابن الحصار بأنها نزلت أولا بمكة ثم ثانيا بأحد ثم ثالثا يوم الفتح تذكيرا من الله لعباده.