قال
ابن عباس: من حيث انتهاك حرمتها وصونها * (ولقد جاءتهم) * أي بني إسرائيل * (رسلنا بالبينات) * المعجزات * (ثم إن كثيرا منهم بعد ذلك في الأرض لمسرفون) * مجاوزون الحد بالكفر والقتل وغير ذلك (33) ونزل في العرنيين لما قدموا المدينة وهم مرضى فأذن لهم
النبي صلى الله عليه وسلم أن يخرجوا إلى الإبل ويشربوا من أبوالها وألبانها فلما صحوا
قتلوا راعي
النبي صلى الله عليه وسلم واستاقوا الإبل، * (إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله) * بمحاربة المسلمين * (ويسعون في الأرض فسادا) * بقطع الطريق * (أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف) * أي أيديهم اليمنى وأرجلهم اليسرى * (أو ينفوا من الأرض) * أو لترتيب الأحوال فالقتل لمن
قتل فقط والصلب لمن
قتل وأخذ المال والقطع لمن أخذ المال ولم
يقتل والنفي لمن أخاف فقط قاله
ابن عباس وعليه الشافعي وأصح قوليه أن الصلب ثلاثا بعد
القتل وقيل قبله قليلا ويلحق بالنفي ما أشبهه في التنكيل من الحبس وغيره * (ذلك) * الجزاء المذكور * (لهم خزي) * ذل * (في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم) * هو عذاب النار (34) * (إلا الذين تابوا) * من المحاربين والقطاع * (من قبل أن تقدروا عليهم فاعلموا أن الله غفور) * لهم ما أتوه * (رحيم) * بهم عبر بذلك دون فلا تحدوهم ليفيد أنه لا يسقط عنه بتوبته إلا حدود الله دون حقوق الآدميين كذا ظهر لي ولم أر من تعرض له والله أعلم فإذا
قتل وأخذ المال
يقتل ويقطع ولا يصلب وهو أصح قولي الشافعي ولا تفيد توبته بعد القدرة عليه شيئا وهو أصح قوليه أيضا (35) * (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله) * خافوا عقابه بأن تطيعوه * (وابتغوا) * أطلبوا * (إليه الوسيلة) * ما يقربكم إليه من طاعته * (وجاهدوا في سبيله) * لاعلاء دينه لعلكم تفلحون) تفوزون.
(36) (إن الذين كفروا لو) ثبت (أن لهم ما في الأرض جميعا ومثله معه ليفتدوا به من عذاب
يوم القيامة ما تقبل منهم ولهم عذاب أليم.
____________________
أسباب نزول الآية 267 قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم) الآية روى الحاكم وابن ماجة وغيرهم عن البراء قال نزلت هذه الآية فينا معشر الأنصار كنا أصحاب نخل وكان الرجل يأتي من نخله على قدر كثرته وقلته، وكان ناس ممن لا يرغب في الخير يأتي الرجل بالقنو فيه الشيص والحشف وبالقنو قد انكسر فيعلقه فأنزل الله (يا أيها الذين آمنوا