عن الأرض السابعة مسيرة خمسين ألف سنة وقد تقدم في حديث الأوعال ما يدل على ارتفاعه عن السماوات السبع بشئ عظيم. وقوله تعالى " يلقي الروح من أمره علي من يشاء من عباده " كقوله جلت عظمته " ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده أن أنذروا أنه لا إله إلا أنا فاتقون " وكقوله تعالى " وإنه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين " ولهذا قال عز وجل " لينذر يوم التلاق " قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس يوم التلاق اسم من أسماء يوم القيامة حذر الله منه عباده وقال ابن جريج قال ابن عباس رضي الله عنهما يلتقي فيه آدم وآخر ولده وقال ابن زيد يلتقي فيه العباد وقال قتادة والسدي وبلال بن سعد وسفيان بن عيينة يلتقي فيه أهل السماء وأهل الأرض والخالق والخلق وقال ميمون بن مهران يلتقي الظالم والمظلوم وقد يقال إن يشمل هذا كله ويشمل أن كل عامل سيلقى ما عمله من خير وشر كما قاله آخرون.
قوله جل جلاله " يوم هم بارزون لا يخفى على الله منهم شئ " أي ظاهرون بأدون كلهم لا شئ يكنهم ولا يظلهم ولا يسترهم ولهذا قال " يوم هم بارزون لا يخفى على الله منهم شئ " أي الجميع في علمه على السواء. وقوله تبارك وتعالى " لمن الملك اليوم لله الواحد القهار " قد تقدم في حديث ابن عمر رضي الله عنهما أنه تعالى يطوي السماوات والأرض بيده ثم يقول أنا الملك أنا الجبار أنا المتكبر أين ملوك الأرض؟ أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟ وفي حديث الصور أنه عز وجل إذا قبض أرواح جميع خلقه فلم يبق سواه وحده لا شريك له حينئذ يقول لمن الملك اليوم؟ ثلاث مرات ثم يجيب نفسه قائلا " لله الواحد القهار " أي الذي هو وحده قد قهر كل شئ وغلبه وقد قال ابن أبي حاتم حدثنا محمد بن غالب الدقاق حدثنا عبيد بن عبيدة حدثنا معتمر عن أبيه حدثنا أبو النضر عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ينادي مناد بين يدي الساعة يا أيها الناس أتتكم الساعة فيسمعها الاحياء والأموات قال وينزل الله عز وجل إلى السماء الدنيا ويقول " لمن الملك اليوم لله الواحد القهار ". وقوله جلت عظمته " اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم أن الله سريع الحساب " يخبر تعالى عن عدله في حكمه بين خلقه أنه لا يظلم مثقال ذرة من خير ولا من شر بل يجزي بالحسنة عشر أمثالها وبالسيئة واحدة ولهذا قال تبارك وتعالى " لا ظلم اليوم " كما ثبت في صحيح مسلم عن أبي ذر " رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يحكى عن ربه عز وجل أنه قال " يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا - إلى أن قال - يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها عليكم ثم أوفيكم إياها فمن وجد خيرا فليحمد الله تبارك وتعالى ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه " وقوله عز وجل " إن الله سريع الحساب " أي يحاسب الخلائق كلهم كما يحاسب نفسا واحدة كما قال جل وعلا " ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة " وقال جل جلاله " وما أمرنا إلا واحدة كلمح البصر " وأنذرهم يوم الآزفة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع (18) يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور (19) والله يقضى بالحق والذين يدعون من دونه لا يقضون بشئ إن الله هو السميع البصير (20) يوم الآزفة اسم من أسماء يوم القيامة وسميت بذلك لاقترابها كما قال تعالى " أزفت الآزفة * ليس لها من دون الله كاشفة " وقال عز وجل " اقتربت الساعة وانشق القمر " وقال جل وعلا " اقترب للناس حسابهم " وقال " أتى