الأقلام وجرت به المقادير أو في شئ يستأنف؟ فقال " بل فيما جفت به الأقلام وجرت به المقادير " قالا ففيم العمل إذا؟ قال " اعملوا فكل عامل ميسر لعمله الذي خلق له " قالا نجد ونعمل " رواية أبي الدرداء " قال الإمام أحمد حدثنا هشيم بن خارجة حدثنا أبو الربيع سليمان بن عتبة السلمي عن يونس بن ميسرة بن حلبس عن أبي إدريس عن أبي الدرداء قال: قالوا يا رسول الله أرأيت ما نعمل أمر قد فرغ منه أم شئ نستأنفه؟ قال " بل أمر قد فرغ منه " فقالوا فكيف بالعمل يا رسول الله؟ قال " كل امرئ مهيأ لما خلق له " تفرد به أحمد من هذا الوجه " حديث آخر " قال ابن جرير حدثني الحسن بن سلمة بن أبي كبشة حدثنا عبد الملك بن عمرو حدثنا عباد بن راشد عن قتادة حدثني خليد العصري عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ما من يوم غربت فيه شمسه إلا وبجنبتيها ملكان يناديان يسمعهما خلق الله كلهم إلا الثقلين: اللهم أعط منفقا خلفا وأعط ممسكا تلفا " وأنزل الله في ذلك القرآن " فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى " ورواه ابن أبي حاتم عن أبيه عن ابن أبي كبشة بإسناده مثله " حديث آخر " قال ابن أبي حاتم حدثني أبو عبد الله الطهراني حدثنا حفص بن عمر العدني حدثنا الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس أن رجلا كان له نخيل ومنها نخلة فرعها في دار رجل صالح فقير ذي عيال فإذا جاء الرجل فدخل داره فيأخذ التمرة من نخلته فتسقط التمرة فيأخذها صبيان الرجل الفقير فينزل من نخلته فينزع الثمرة من أيديهم وإن أدخل أحدهم التمرة في فمه أدخل أصبعه في حلق الغلام ونزع التمرة من حلقه فشكا ذلك الرجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأخبره بما هو فيه من صاحب النخلة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم " اذهب " ولقي النبي صلى الله عليه وسلم صاحب النخلة فقال له " أعطني نخلتك التي فرعها في دار فلان ولك بها نخلة في الجنة " فقال له لقد أعطيتك ولكن يعجبني ثمرها وإن لي لنخلا كثيرا ما فيها نخلة أعجب إلي ثمره من ثمرها فذهب النبي صلى الله عليه وسلم فتبعه رجل كان يسمع الكلام من رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن صاحب النخلة فقال الرجل يا رسول الله إن أنا أخذت النخلة فصارت لي النخلة فأعطيتك إياها أتعطيني ما أعطيته بها نخلة في الجنة؟ قال " نعم " ثم إن الرجل لقي صاحب النخلة ولكلاهما نخل فقال له أخبرك أن محمدا أعطاني بنخلتي المائلة في دار فلان نخلة في الجنة فقلت له قد أعطيت ولكني يعجبني ثمرها فسكت عنه الرجل فقال له أراك إذا بعتها قال لا إلا أن أعطى بها شيئا ولا أظنني أعطاه. قال وما مناك؟ قال أربعون نخلة فقال الرجل لقد جئت بأمر عظيم نخلتك تطلب بها أربعين نخلة؟ ثم سكتا وأنشأ في كلام آخر ثم قال أنا أعطيتك أربعين نخلة فقال أشهد لي إن كنت صادقا فأمر بأناس فدعاهم فقال اشهدوا أني قد أعطيته من نخلي أربعين نخلة بنخلته التي فرعها في دار فلان بن فلان ثم قال ما تقول فقال صاحب النخلة قد رضيت ثم قال بعد ليس بيني وبينك بيع لم نفترق فقال له قد أقالك الله ولست بأحمق حين أعطيتك أربعين نخلة بنخلتك المائلة فقال صاحب النخلة قد رضيت على أن تعطيني الأربعين على ما أريد قال تعطنيها على ساق ثم مكث ساعة ثم قال هي لك على ساق وأوقف له شهودا وعد له أربعين نخلة على ساق فتفرقا فذهب الرجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إن النخلة المائلة في دار فلان قد صارت لي فهي لك فذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الرجل صاحب الدار فقال له " النخلة لك ولعيالك " قال عكرمة قال ابن عباس فأنزل الله عز وجل " والليل إذا يغشى - إلى قوله - فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى " إلى آخر السورة هكذا رواه ابن أبي حاتم وهو حديث غريب جدا.
قال ابن جرير وذكر أن هذه الآية نزلت في أبي بكر الصديق رضي الله عنه حدثنا هارون بن إدريس الأصم حدثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي حدثنا محمد بن إسحاق عن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه عن عامر بن عبد الله بن الزبير قال كان أبو بكر رضي الله عنه يعتق على الاسلام بمكة