وقال أحمد حدثنا موسى بن داود حدثنا ابن حبيب عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن الصنابحي عن بلال قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ليلة القدر ليلة أربع وعشرين " ابن لهيعة ضعيف وقد خالفه ما رواه البخاري عن أصبغ عن ابن وهب عن عمرو بن الحارث بن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن أبي عبد الله الصنابحي قال أخبرني بلال مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها أولى السبع من العشر الأواخر فهذا الموقوف أصح والله أعلم. وهكذا روي عن ابن مسعود وابن عباس وجابر والحسن وقتادة وعبد الله بن وهب أنها ليلة أربع وعشرين وقد تقدم في سورة البقرة حديث واثلة بن الأسقع مرفوعا " إن القرآن أنزل ليلة أربع وعشرين " وقيل تكون ليلة خمس وعشرين لما رواه البخاري عن عبد الله بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " التمسوها في العشر الأواخر من رمضان في تاسعة تبقى في سابعة تبقى في خامسة تبقى " فسره كثيرون بليالي الأوتار وهو أظهر وأشهر وحمله آخرون على الاشفاع كما رواه مسلم عن أبي سعيد أنه حمله على ذلك والله أعلم وقيل إنها تكون ليلة سبع وعشرين لما رواه مسلم في صحيحه عن أبي بن كعب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها ليلة سبع وعشرين. قال الإمام أحمد حدثنا سفيان سمعت عبدة وعاصما عن زر سألت أبي بن كعب قلت أبا المنذر إن أخاك ابن مسعود يقول من يقم الحول يصب ليلة القدر قال يرحمه الله لقد علم أنها في شهر رمضان وأنها ليلة سبع وعشرين ثم حلف قلت وكيف تعلمون ذلك؟ قال بالعلامة أو بالآية التي أخبرنا بها تطلع ذلك اليوم لا شعاع لها يعني الشمس وقد رواه مسلم من طريق سفيان بن عيينة وشعبة والأوزاعي عن عبدة عن زر عن أبي فذكره وفيه فقال والله الذي لا إله إلا هو إنها لفي رمضان يحلف ما يستثني ووالله إني لاعلم أي ليلة القدر هي التي أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقيامها هي ليلة سبع وعشرين. " وأمارتها أن تطلع الشمس في صبيحتها بيضاء لا شعاع لها وفي الباب عن معاوية وابن عمر وابن عباس وغيرهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها ليلة سبع وعشرين وهو قول طائفة من السلف وهو الجادة من مذهب الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله وهو رواية عن أبي حنيفة أيضا.
وقد حكي عن بعض السلف أنه حاول استخراج كونها ليلة سبع وعشرين من القرآن من قوله " هي " لأنها الكلمة السابعة والعشرون من السورة فالله أعلم. وقد قال الحافظ أبو القاسم الطبراني حدثنا إسحاق بن إبراهيم الدبري أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن قتادة وعاصم أنهما سمعا عكرمة يقول قال ابن عباس دعا عمر بن الخطاب أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فسألهم عن ليلة القدر فأجمعوا أنها في العشر الأواخر قال ابن عباس فقلت لعمر إني لاعلم - أو إني لأظن - أي ليلة القدر هي فقال عمر: وأي ليلة هي؟ فقلت سابعة تمضي - أو سابعة - تبقى - من العشر الأواخر فقال عمر من أين علمت ذلك قال ابن عباس فقلت خلق الله سبع سماوات وسبع أرضين وسبعة أيام وإن الشهر يدور على سبع وخلق الانسان من سبع ويأكل من سبع ويسجد على سبع والطواف بالبيت سبع ورمي الجمار سبع لأشياء ذكرها فقال عمر لقد فطنت لأمر ما فطنا له وكان قتادة يزيد عن ابن عباس في قوله ويأكل من سبع قال هو قول الله تعالى " فأنبتنا فيها حبا وعنبا " الآية وهذا إسناد جيد قوي ومتن غريب جدا فالله أعلم وقيل إنها تكون ليلة تسع وعشرين. وقال الإمام أحمد بن حنبل حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم حدثنا سعيد بن سلمة حدثنا عبد الله بن محمد بن عقيل عن عمر بن عبد الرحمن عن عبادة بن الصامت أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ليلة القدر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " في رمضان فالتمسوها في العشر الأواخر فإنها في وتر إحدى وعشرين أو ثلاث وعشرين أو خمس وعشرين أو سبع وعشرين أو تسع وعشرين أو في آخر ليلة " وقال الإمام أحمد حدثنا سليمان بن داود وهو أبو داود الطيالسي حدثنا عمران القطان عن قتادة عن أبي ميمونة عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في ليلة القدر " إنها في ليلة سابعة أو تاسعة وعشرين إن الملائكة تلك الليلة في الأرض أكثر من عدد الحصى " تفرد به أحمد وإسناده لا بأس به وقيل إنها تكون في آخر ليلة لما تقدم من هذا الحديث آنفا ولما رواه الترمذي والنسائي من حديث عيينة بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي بكرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " في تسع يبقين أو سبع