وأنه من ياقوتة حمراء كما ذكره ابن أبي شيبة في كتاب صفة العرش. وقد قال ابن أبي حاتم عند هذه الآية حدثنا أحمد بن سلمة حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا حكام عن عمرو بن معمر بن معروف عن ليث عن مجاهد عن ابن عباس في قوله تعالى " في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة " قال منتهى أمره من أسفل الأرضين إلى منتهى أمره من فوق السماوات خمسين ألف سنة " في يوم كان مقداره ألف سنة " يعني بذلك حين ينزل الامر من السماء إلى الأرض ومن الأرض إلى السماء في يوم واحد فذلك مقداره ألف سنة لان ما بين السماء والأرض مقدار مسيرة خمسمائة عام وقد رواه ابن جرير عن ابن حميد عن حكام بن سالم عن عمرو بن معروف عن ليث عن مجاهد قوله لم يذكر ابن عباس وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا علي بن محمد الطنافسي حدثنا إبراهيم بن منصور حدثنا نوح المعروف عن عبد الوهاب بن مجاهد عن أبيه عن ابن عباس قال غلظ كل أرض خمسمائة عام وبين كل أرض إلى أرض خمسمائة عام فذلك سبعة آلاف عام وغلظ كل سماء خمسمائة عام وبين السماء إلى السماء خمسمائة عام فذلك أربعة عشر ألف عام وبين السماء السابعة وبين العرش مسيرة ستة وثلاثين ألف عام فذلك قوله تعالى " في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة " " القول الثاني " أن المراد بذلك مدة بقاء الدنيا منذ خلق الله هذا العالم إلى قيام الساعة. قال ابن أبي حاتم حدثنا أبو زرعة أخبرنا إبراهيم بن موسى أخبرنا ابن أبي زائدة عن ابن جريج عن مجاهد في قوله تعالى " في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة " قال الدنيا عمرها خمسون ألف سنة وذلك عمرها يوم سماها الله عز وجل يوما " تعرج الملائكة والروح إليه في يوم " قال اليوم الدنيا وقال عبد الرزاق أخبرنا معمر عن أبي نجيح عن مجاهد عن الحكم بن أبان عن عكرمة " في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة " قال الدنيا من أولها إلى آخرها مقدار خمسين ألف سنة لا يدري أحد كم مضى ولا كم بقي إلا الله عز وجل " القول الثالث " أنه اليوم الفاصل بين الدنيا والآخرة وهو قول غريب جدا. قال ابن أبي حاتم حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان حدثنا بهلول بن المورق حدثنا موسى بن عبيدة أخبرني محمد بن كعب " في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة " قال هو يوم الفصل بين الدنيا والآخرة. " القول الرابع " أن المراد بذلك يوم القيامة قال ابن أبي حاتم حدثنا أحمد بن سنان الواسطي حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن إسرائيل عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس " في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة " قال يوم القيامة وإسناده صحيح ورواه الثوري عن سماك بن حرب عن عكرمة في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة يوم القيامة وكذا قال الضحاك وابن زيد.
وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله تعالى " تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة " قال هو يوم القيامة جعله الله تعالى على الكافرين مقدار خمسين ألف سنة وقد وردت أحاديث في معنى ذلك قال الإمام أحمد حدثنا الحسن بن موسى حدثنا ابن لهيعة حدثنا دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد قال: قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم " في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة " ما أطول هذا اليوم! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " والذي نفسي بيده إنه ليخفف على المؤمن حتى يكون أخف عليه من صلاة مكتوبة يصليها في الدنيا ". ورواه ابن جرير عن يونس عن ابن وهب عن عمرو بن الحارث عن دراج به إلا أن دراجا وشيخه أبا الهيثم ضعيفان والله أعلم وقال الإمام أحمد حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن قتادة عن أبي عمر العداني قال كنت عند أبي هريرة فمر رجل من بني عامر بن صعصعة فقيل له هذا أكثر عامري مالا فقال أبو هريرة ردوه إلي فردوه فقال نبئت أنك ذو مال كثير فقال العامري أي والله إن لي لمائة حمراء أو مائة أدماء حتى عد من ألوان الإبل وأفنان الرقيق ورباط الخيل فقال أبو هريرة إياك وأخفاف الإبل وأظلاف الغنم يردد ذلك عليه حتى جعل لون العامري يتغير فقال ما ذاك يا أبا هريرة؟ قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " من كانت له إبل لا يعطي حقها في نجدتها ورسلها " قلنا يا رسول الله ما نجدتها ورسلها؟؟ قال " في عسرها ويسرها فإنها تأتي يوم القيامة كأغذ ما كانت وأكثره وأسمنه وأشره حتى يبطح لها بقاع قرقر فتطؤه بأخفافها فإذا جاوزته أخراها أعيدت عليه أولاها في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة حتى