" هل ترى من فطور " أي من خروق وقال ابن عباس في رواية " من فطور " أي من وهاء وقال قتادة " هل ترى من فطور " أي هل ترى خللا يا ابن آدم؟ وقوله تعالى " ثم ارجع البصر كرتين " قال قتادة مرتين " ينقلب إليك البصر خاسئا " قال ابن عباس ذليلا وقال مجاهد وقتادة صاغرا " وهو حسير " قال ابن عباس يعني وهو كليل وقال مجاهد وقتادة والسدي: الحسير المنقطع من الاعياء ومعنى الآية إنك لو كررت البصر مهما كررت لانقلب إليك أي لرجع إليك البصر " خاسئا " عن أن يرى عيبا أو خللا " وهو حسير " أي كليل قد انقطع من الاعياء من كثرة التكرر ولا يرى نقصا ولما نفى عنها في خلقها النقص بين كمالها وزينتها فقال " ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح " وهي الكواكب التي وضعت فيها من السيارات والثوابت وقوله تعالى " وجعلناها رجوما للشياطين " عاد الضمير في قوله وجعلناها على جنس المصابيح لا على عينها لأنه لا يرمي بالكواكب التي في السماء بل بشهب من دونها وقد تكون مستمدة منها والله أعلم وقوله تعالى " وأعتدنا لهم عذاب السعير " أي جعلنا للشياطين هذا الخزي في الدنيا وأعتدنا لهم عذاب السعير في الأخرى كما قال تعالى في أول الصافات " إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب * وحفظا من كل شيطان مارد * لا يسمعون إلى الملا الاعلى ويقذفون من كل جانب * دحورا ولهم عذاب واصب * إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب " قال قتادة إنما خلقت هذه النجوم لثلاث خصال خلقها الله زينة للسماء ورجوما للشياطين وعلامات يهتدى بها فمن تأول فيها غير ذلك فقد قال برأيه وأخطأ حظه وأضاع نصيبه وتكلف ما لا علم له به رواه ابن جرير وابن أبي حاتم.
وللذين كفروا بربهم عذاب جهنم وبئس المصير (6) إذا ألقوا فيها سمعوا لها شهيقا وهي تفور (7) تكاد تميز من الغيظ كلما ألقى فيها فوج سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير (8) قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذبنا وقلنا ما نزل الله من شئ إن أنتم إلا في ضلال كبير (9) وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير (10) فاعترفوا بذنبهم فسحقا لأصحاب السعير (11) يقول تعالى " و " أعتدنا " للذين كفروا بربهم عذاب جهنم وبئس المصير " أي بئس المال والمنقلب " إذا ألقوا فيها سمعوا لها شهيقا " قال ابن جرير يعني الصياح " وهي تفور " قال الثوري تغلي بهم كما يغلي الحب القليل في الماء الكثير. وقوله تعالى " تكاد تميز من الغيظ " أي يكاد ينفصل بعضها من بعض من شدة غيظها عليهم وحنقها بهم " كلما ألقي فيها فوج سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير " * قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذبنا وقلنا ما نزل الله من شئ إن أنتم إلا في ضلال كبير " يذكر تعالى عدله في خلقه وأنه لا يعذب أحدا إلا بعد قيام الحجة عليه وإرسال الرسول إليه كما قال تعالى " وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا وقال تعالى " حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها وقال لهم خزنتها ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا * قالوا بلى ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين " وهكذا عادوا على أنفسهم بالملامة وندموا حيث لا تنفعهم الندامة فقالوا " لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير " أي لو كانت لنا عقول ننتفع بها أو نسمع ما أنزله الله من الحق لما كنا على ما كنا عليه من الكفر بالله والاغترار به ولكن لم يكن لنا فهم نعي به ما جاءت به الرسل ولا كان لنا عقل يرشدنا إلى اتباعهم قال الله تعالى " فاعترفوا بذنبهم فسحقا لأصحاب السعير ". قال الإمام أحمد حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن أبي البحتري الطائي قال أخبرني من سمعه من رسول الله