سعيد والأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أحدهما أعظم من الآخر: كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض والآخر عترتي أهل بيتي ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما " تفرد بروايته ثم قال هذا حديث حسن غريب وقال الترمذي أيضا حدثنا نصر بن عبد الرحمن الكوفي حدثنا زيد بن الحسن عن جعفر بن محمد بن الحسن عن أبيه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجته يوم عرفة وهو على ناقته القصواء يخطب فسمعته يقول " يا أيها الناس إني تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي " تفرد به الترمذي أيضا وقال حسن غريب. وفي الباب عن أبي ذر وأبي سعيد وزيد بن أرقم وحذيفة بن أسيد رضي الله عنهم. ثم قال الترمذي أيضا ثنا أبو داود سليمان الأشعث حدثنا يحيى بن معين حدثنا هشام بن يوسف عن عبد الله بن سليمان النوفلي عن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه عن جده عبد الله بن عباس رضي الله عنهم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أحبوا الله تعالى لما يغذوكم من نعمه وأحبوني بحب الله وأحبوا أهل بيتي بحبي " ثم قال حسن غريب إنما نعرفه من هذا الوجه وقد أوردنا أحاديث أخر عند قوله تعالى " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا " بما أغنى عن إعادتها ههنا ولله الحمد والمنة. وقال الحافظ أبو يعلى حدثنا سويد بن سعيد حدثنا مفضل بن عبد الله عن أبي إسحاق عن حنش قال سمعت أبا ذر رضي الله عنه وهو آخذ بحلقة الباب يقول: يا أيها الناس من عرفني فقد عرفني ومن أنكرني فأنا أبو ذر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " إنما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح عليه الصلاة والسلام من دخلها نجا. ومن تخلف عنها هلك " هذا بهذا الاسناد ضعيف. وقوله عز وجل " ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا " أي ومن يعمل حسنة نزد له فيها حسنا أي أجرا وثوابا كقوله تعالى " إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما " وقال بعض السلف إن من ثواب الحسنة الحسنة بعدها ومن جزاء السيئة بعدها وقوله تعالى " إن الله غفور شكور " أي يغفر الكثير من السيئات ويكثر القليل من الحسنات فيستر ويغفر ويضاعف فيشكر وقوله جل وعلا " أم يقولون افترى على الله كذبا فإن يشأ الله يختم على قلبك " أي لو افتريت عليه كذبا كما يزعم هؤلاء الجاهلون " يختم على قلبك " أي يطبع على قلبك وسلبك ما كان آتاك من القرآن كقوله جل جلاله " ولو تقول علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين * ثم لقطعنا منه الوتين * فما منكم من أحد عنه حاجزين " أي لانتقمنا منه أشد الانتقام وما قدر أحد من الناس أن يحجز عنه. وقوله جلت عظمته " ويمح الله الباطل " ليس معطوفا على قوله " يختم " فيكون مجزوما بل هو مرفوع على الابتداء. قاله ابن جرير قال وحذفت من كتابته الواو في رسم مصحف الامام كما حذفت في قوله " سندع الزبانية " وقوله تعالى " ويدع الانسان بالشر دعاءه بالخير ". وقوله عز وجل " ويحق الحق بكلماته " معطوف على " ويمح الله الباطل ويحق الحق " أي يحققه ويثبته ويبينه ويوضحه بكلماته أي بحججه وبراهينه " إنه عليم بذات الصدور " أي بما تكنه الضمائر وتنطوي عليه السرائر وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفوا عن السيئات ويعلم ما تفعلون (25) ويستجيب الذين آمنوا وعملوا الصالحات ويزيدهم من فضله والكافرون لهم عذاب شديد (26) * ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض ولاكن ينزل بقدر ما يشاء إنه بعباده خبير بصير (27) وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته وهو الولي الحميد (28)
(١٢٣)