إعجاز القرآن - الباقلاني - الصفحة ٢٩٣
فلم يثبتهما في آخر القرآن، والاختلاف بينهم في موضع الاثبات غير الكلام في الأصل، ألا ترى أنهم قد اختلفوا في أول ما نزل من القرآن:
فمنهم من قال: قوله: ﴿اقرأ باسم ربك﴾ (1).
ومنهم من قال: (يا أيها المدثر) (2).
ومنهم من قال: فاتحة الكتاب (3).
واختلفوا أيضا في آخر ما أنزل (4):
فقال ابن عباس: (إذا جاء نصر الله) (5).
وقالت عائشة: سورة المائدة.
وقال البراء بن عازب (6): آخر ما أنزل سورة براءة.
/ وقال سعيد بن جبير (7): آخر ما أنزل قوله تعالى: (واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله) (8).
وقال السدى (9): آخر ما أنزل (فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو، عليه توكلت) (10).

(١) سورة العلق: ١ وهذا القول هو الصحيح، وهو أول قول أورده السيوطي في الاتقان ١ / ٣٩ (٢) سورة المدثر: ١ وهذا القول في الاتقان ١ / ٤٠ (٣) أنظره في الاتقان ١ / ٤٠ (٤) راجع أقوال العلماء في ذلك في الاتقان ١ / ٤٤ - ٤٨ (٥) سورة النصر: ١ (٦) هو أبو عمارة البراء بن عازب بن الحارث بن عدي بن جشم بن مجدعة الأوسي الأنصاري، استصغره الرسول صلى الله عليه وسلم يوم بدر فرده، ثم غزا معه خمسة عشرة غزوة. وتوفى سنة اثنتين وسبعين وقيل: سنة إحدى وسبعين. راجع تاريخ الاسلام ٣ / ١٣٩ وخلاصة تذهيب الكمال ص ٣٩ والمعارف ص ١٤٢ (٧) كتب سعيد بن جبير لعبد الله بن عتبة بن مسعود، ثم كتب لأبي بردة وهو على القضاء وبيت المال. وخرج مع ابن الأشعث، فلما انهزم أصحاب ابن الأشعث من دير الجماجم، هرب سعيد إلى مكة، فأخذه خالد بن عبد الله القسري، وكان والى الوليد بن عبد الملك على مكة، فبعث به إلى الحجاج، فأمر الحجاج فضربت عنقه سنة أربع وتسعين، راجع المعارف ص ١٩٧ (8) سورة البقرة: 281 (9) هو إسماعيل بن عبد الرحمن، مولى قريش حجازي الأصل، رأى ابن عمر وابن عباس.
وروى عن أنس بن مالك. توفى سنة سبع وعشرين ومائة، في إمارة ابن هبيرة على العراق. انظر اللباب 1 / 537 وخلاصة تذهيب الكمال ص 30 (10) سورة التوبة: 129
(٢٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 288 289 290 291 292 293 294 295 296 297 298 ... » »»
الفهرست