إعجاز القرآن - الباقلاني - الصفحة ٩٣
ومن ذلك " رد عجز الكلام على صدره ". كقول الله عز وجل: ﴿انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض، وللآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلا﴾ (1) وكقوله: (لا تفتروا على الله كذبا فيسحتكم بعذاب، وقد خاب من افترى) (2).
ومن هذا الباب قول القائل (3):
وإن لم يكن إلا تعلل ساعة * قليلا فإني نافع لي قليلها وكقول جرير:
/ سقى الرمل جون مستهل غمامه * وما ذاك إلا حب من حل بالرمل (4) وكقول الآخر (5):
يود الفتى طول السلامة والغنى * فكيف يرى طول السلامة يفعل وكقول أبى صخر الهذلي:
عجبت لسعى الدهر بيني وبينها * فلما انقضى ما بيننا سكن الدهر (6) وكقول الآخر:
أصد بأيدي العيس عن قصد أرضها * وقلبي إليها بالمودة قاصد (7)

(١) سورة الإسراء: ٢١ (٢) سورة طه: ٦١ وفى مفردات غريب القرآن للراغب الأصفهاني ص ٢٢٤: " السحت:
القشر الذي يستأصل " (٣) هو ذو الرمة، كما في ديوانه ص ٥٥٠ وفى نوادر القالي ص ٢١٦: " إلا معرس ساعة قليل " (٤) ديوانه ص ٤٦٠: " مستهل ربابه " وكذلك في البديع ص ٩٥ والصناعتين ص ٣٠٦ والعمدة 2 / 4 (5) هو النمر بن تولب كما في الأغاني 19 / 159 والصناعتين 127، 307 وجمهرة أشعار العرب 110 وشرح شواهد المغني 215 (6) شرح الحماسة للتبريزي 3 / 208 والأغاني 21 / 149 والشعر والشعراء 2 / 546 (7) الصناعتين 306 " قصد دارها "
(٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 ... » »»
الفهرست