ومن قصد إلى أن يكمل عشرة أبيات في وصف السيف، فليس من حكمه أن يأتي بأشياء منقولة، وأمور مذكورة، وسبيله أن يغرب ويبدع، كما أبدع المتنبي في قوله:
سله الركض بعد وهن بنجد * فتصدى للغيث أهل الحجاز (1) هذا في باب صقاله وأضوائه وكثرة مائه، وكقوله:
ريان لو قذف الذي أسقيته * لجرى من المهجات بحر مزبد (2) وقوله: " مصغ إلى حكم الردى " - إن تأملته - مقلوب، كان ينبغي أن يقول: يصغى الردى إلى حكمه، كما قال الآخر:
* فالسيف يأمر والاقدار تنتظر (3) * / وقوله: " وإذا قضى لم يعدل "، متكرر على ألسنتهم في الشعر خاصة، في نفس هذا المعنى.
والبيت الثالث سليم، وهو كالأولين في خلوه من البديع.
فأما (4) قوله:
فإذا أصاب فكل شئ مقتل * وإذا أصيب فما له من مقتل وكأنما سود النمال وحمرها * دبت بأيد في قراه وأرجل البيت الأول يقصد بمثله صنعة (5) اللفظ، وهو في المعنى متفاوت، لان