السلاح وإن كان معيبا، فإنه يهتدى إلى النفس.
وكان يجب أن يبدع في هذا إبداع المتنبي في قوله:
كأن الهام في الهيجا عيون * وقد طبعت سيوفك في رقاد (1) وقد صغت الأسنة من هموم * فما يخطرن إلا في فؤاد (2) / فالاهتداء على هذا الوجه في التشبيه بديع حسن.
وفى البيت الأول شئ آخر: وذلك أن قوله: " ويفتح في القضاء "، في هذا الموضع حشو ردئ، يلحق بصاحبه اللكنة، ويلزمه الهجنة.
وأما البيت الثالث، فإنه أصلح (3) هذه الأبيات، وإن كان ذكر الفارس حشوا، وتكلفا ولغوا، لان هذا لا يتغير بالفارس والراجل. على أنه ليس في بديع.
وأما قوله:
يغشى الوغى والترس ليس بجنة * من حده والدرع ليس بمعقل (4) مضغ إلى حكم الردى، فإذا مضى * لم يلتفت، وإذا قضى لم يعدل متوقد يبري بأول ضربة * ما أدركت، ولو أنها في يذبل (5) البيتان الأولان من الجنس الذي يكثر كلامه عليه، وهي طريقته / التي يجتبيها (6)، وذلك من السبك الكتابي والكلام المعتدل، إلا أنه لم يبدع فيهما (7) بشئ، وقد زيد عليه فيهما.