جالسان، إذ جاء النبي (ص)، فقال: ما أجلسكما ههنا؟ قالا: الجوع، قال: والذي بعثني بالحق ما أخرجني غيره، فانطلقوا حتى أتوا بيت رجل من الأنصار، فاستقبلتهم المرأة، فقال لها النبي (ص): أين فلان؟ فقالت: ذهب يستعذب لنا ماء، فجاء صاحبهم يحمل قربته، فقال: مرحبا، ما زار العباد شئ أفضل من شئ زارني اليوم، فعلق قربته بكرب نخلة، وانطلق فجاءهم بعذق، فقال النبي (ص): ألا كنت اجتنيت؟ فقال:
أحببت أن تكونوا الذين تختارون على أعينكم، ثم أخذ الشفرة، فقال النبي (ص): إياك والحلوب، فذبح لهم يومئذ، فأكلوا، فقال النبي (ص): لتسئلن عن هذا يوم القيامة، أخرجكم من بيوتكم الجوع، فلم ترجعوا حتى أصبتم هذا، فهذا من النعيم.
29328 - حدثنا أبو كريب، قال: ثنا يحيى بن أبي بكير، قال: ثنا شيبان بن عبد الرحمن، عن عبد الملك بن عمير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال النبي (ص) لأبي بكر وعمر: انطلقوا بنا إلى أبي الهيثم بن التيهان الأنصاري، فأتوه، فانطلق بهم إلى ظل حديقته، فبسط لهم بساطا، ثم انطلق إلى نخلة، فجاء بقنو، فقال رسول الله (ص): فهلا تنقيت لنا من رطبه؟ فقال: أردت أن تخيروا من رطبه وبسره، فأكلوا وشربوا من الماء فلما فرغ رسول الله (ص)، قال: هذا والذي نفسي بيده من النعيم، الذي أنتم فيه مسؤولون عنه يوم القيامة، هذا الظل البارد، والرطب البارد، عليه الماء البارد.
حدثني صالح بن مسمار المروزي، قال: ثنا آدم بن أبي إياس، قال: ثنا شيبان، قال: ثنا عبد الملك بن عمير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، عن رسول الله (ص) بنحوه، إلا أنه قال في حديثه: ظل بارد، ورطب بارد، وماء بارد.
29329 - حدثنا علي بن عيسى البزاز، قال: ثنا سعيد بن سليمان، عن حشرج بن نباتة، قال: ثنا أبو بصيرة عن أبي عسيب، مولى رسول الله (ص)، قال: مر النبي (ص) حتى دخل حائطا لبعض الأنصار، فقال لصاحب الحائط: أطعمنا بسرا، فجاءه بعذق فوضعه فأكل رسول الله (ص) وأصحابه، ثم دعا بماء بارد فشرب، فقال: لتسئلن عن هذا يوم