عبادتكم غير الله، ولكنكم تكذبون بالثواب والعقاب والجزاء والحساب. وبنحو الذي قلنا في معنى قوله بل تكذبون بالدين قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
28343 - حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قا: ثنا عيسى وحدثني الحرث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله: بل تكذبون بالدين قال: بالحساب.
حدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: تكذبون بالدين قال: بيوم الحساب.
28344 - حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، قوله:
بل تكذبون بالدين قال: يوم شدة، يوم يدين الله العباد بأعمالهم.
وقوله: وإن عليكم لحافظين يقول: وإن عليكم رقباء حافظين يحفظون أعمالكم، ويحصونها عليكم كراما كاتبين يقول: كراما على الله كاتبين، يكتبون أعمالكم. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
28345 - حدثني يعقوب، قال: ثنا ابن علية، قال: قال بعض أصحابنا، عن أيوب، في قوله: وإن عليكم لحافظين كراما كاتبين قال: يكتبون ما تقولون وما تعنون.
وقوله: يعلمون ما تفعلون يقول: يعلم هؤلاء الحافظون ما تفعلون من خير أو شر، يحصون ذلك عليكم.
وقوله: إن الأبرار لفي نعيم يقول جل ثناؤه: إن الذين بروا بأداء فرائض الله، واجتناب معاصيه لفي نعيم الجنان ينعمون فيها. القول في تأويل قوله تعالى:
* (وإن الفجار لفي جحيم * يصلونها يوم الدين * وما هم عنها بغائبين * وما أدراك ما يوم الدين * ثم ما أدراك ما يوم الدين * يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والامر يومئذ لله) *.
يقول تعالى ذكره: وإن الفجار الذين كفروا بربهم لفي جحيم.
وقوله: يصلونها يوم الدين يقول جل ثناؤه: يصلى هؤلاء الفجار الجحيم يوم