28689 - حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس، قوله: ليس لهم طعام إلا من ضريع يقول: شجر من نار.
28690 - حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله:
ليس لهم طعام إلا من ضريع قال: الضريع: الشوك من النار. قال: وأما في الدنيا فإن الضريع: الشوك اليابس الذي ليس له ورق، تدعوه العرب الضريع، وهو في الآخرة شوك من نار.
وقوله: لا يسمن ولا يغني من جوع يقول: لا يسمن هذا الضريع يوم القيامة أكلته من أهل النار، ولا يغني من جوع يقول: ولا يشبعهم من جوع يصيبهم. القول في تأويل قوله تعالى:
* (وجوه يومئذ ناعمة * لسعيها راضية * في جنة عالية * لا تسمع فيها لاغية * فيها عين جارية * فيها سرر مرفوعة * وأكواب موضوعة * ونمارق مصفوفة * وزرابي مبثوثة) *.
يقول تعالى ذكره: وجوه يومئذ يعني: يوم القيامة ناعمة يقول: هي ناعمة بتنعيم الله أهلها في جناته، وهم أهل الايمان بالله.
وقوله: لسعيها راضية يقول: لعملها الذي عملت في الدنيا من طاعة ربها راضية. وقيل: لسعيها راضية والمعنى: لثواب سعيها في الآخرة راضية.
وقوله: في جنة عالية وهي بستان. عالية: يعني رفيعة.
وقوله: لا تسمع فيها لاغية يقول: لا تسمع هذه الوجوه، المعنى لأهلها، فيها في الجنة العالية لاغية. يعني باللاغية: كلمة لغو. واللغو: الباطل، فقيل للكلمة التي هي لغو لاغية، كما قيل لصاحب الدرع: دارع، ولصاحب الفرس: فارس، ولقائل الشعر شاعر وكما قال الحطيئة:
أغررتني وزعمت أنك * لابن بالصيف تأمر