وذكر عن الحسن البصري أنه كان يقرأ ذلك: لينبذان في الحطمة يعني: هذا الهمزة اللمزة وماله، فثناه لذلك.
وقوله: وما أدراك ما الحطمة يقول: وأي شئ أشعرك يا محمد ما الحطمة، ثم أخبره عنها ما هي، فقال جل ثناؤه: هي نار الله الموقدة التي تطلع على الأفئدة يقول:
التي يطلع ألمها ووهجها القلوب والاطلاع والبلوغ قد يكونان بمعنى. حكي عن العرب سماعا: متى طلعت أرضنا وطلعت أرضي: بلغت.
وقوله: إنها عليهم مؤصدة يقول تعالى ذكره: إن الحطمة التي وصفت صفتها عليهم، يعني: على هؤلاء الهمازين اللمازين مؤصدة: يعني: مطبقة وهي تهمز ولا تهمز وقد قرئتا جميعا. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
29363 - حدثنا أبو كريب، قال: ثنا طلق، عن ابن ظهير، عن السدي، عن أبي مالك، عن ابن عباس في مؤصدة: قال: مطبقة.
29364 - حدثني عبيد بن أسباط، قال: ثني أبي، عن فضيل بن مرزوق، عن عطية، في قوله: إنها عليهم مؤصدة قال: مطبقة.
29365 - حدثنا ابن حميد، قال: ثنا يعقوب، عن جعفر، عن سعيد، قال: في النار رجل في شعب من شعابها ينادي مقدار ألف عام: يا حنان يا منان، فيقول رب العزة لجبريل: أخرج عبدي من النار، فيأتيها فيجدها مطبقة، فيرجع فيقول: يا رب إنها عليهم مؤصدة فيقول: يا جبريل فكها، وأخرج عبدي من النار، فيفكها، ويخرج مثل الخيال، فيطرح على ساحل الجنة حتى ينبت الله له شعرا ولحما ودما.
29366 - حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: ثنا ابن علية، عن أبي رجاء، عن الحسن، في قوله: إنها عليهم مؤصدة قال: مطبقة.
29367 - حدثنا أبو كريب، قال: ثنا وكيع، عن مضرس بن عبد الله، قال: سمعت الضحاك إنها عليهم مؤصدة قال: مطبقة.
حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس: إنها عليهم مؤصدة قال: عليهم مغلقة.