28823 - حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح قال: ثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس، قوله: وأنى له الذكرى؟ يقول: وكيف له؟ القول في تأويل قوله تعالى:
* (يقول يا ليتني قدمت لحياتي * فيومئذ لا يعذب عذابه أحد * ولا يوثق وثاقه أحد * يا أيتها النفس المطمئنة * ارجعي إلى ربك راضية مرضية * فأدخلي في عبادي * وادخلي جنتي) *.
وقوله: يا ليتني قدمت لحياتي يقول تعالى ذكره مخبرا عن تلهف ابن آدم يوم القيامة، وتندمه على تفريطه في الصالحات من الأعمال في الدنيا التي تورثه بقاء الأبد، في نعيم لا انقطاع له: يا ليتني قدمت لحياتي في الدنيا من صالح الأعمال لحياتي هذه، التي لا موت بعدها، ما ينجيني من غضب الله، ويوجب لي رضوانه. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
28824 - حدثنا ابن بشار، قال: ثنا هوذة، قال: ثنا عوف، عن الحسن، في قوله:
يومئذ يتذكر الانسان وأنى له الذكرى يقول يا ليتني قدمت لحياتي قال: علم الله أنه صادق، هناك حياة طويلة لا موت فيها آخر ما عليه.
28825 - حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: يا ليتني قدمت لحياتي: هناكم والله الحياة الطويلة.
28826 - حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثني الحرث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله:
يا ليتني قدمت لحياتي قال: الآخرة.
وقوله: فيومئذ لا يعذب عذابه أحد ولا يوثق وثاقه أحد أجمعت القراء قراء الأمصار في قراءة ذلك على على كسر الذال من يعذب، والثاء من يوثق، خلا الكسائي، فإنه قرأ ذلك بفتح الذال والثاء، اعتلالا منه بخبر روي عن رسول الله (ص) أنه قرأه كذلك، واهي الاسناد.
28827 - حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن خارجة، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، قال: ثني من أقرأه النبي (ص): فيومئذ لا يعذب عذابه أحد.