فقلت له: إن ترك خيرا: المال؟ قال: نعم، وأي شئ هو إلا المال؟ قال: وعسى أن يكون حراما، ولكن الناس يعدونه خيرا، فسماه الله خيرا، لان الناس يسمونه خيرا في الدنيا، وعسى أن يكون خبيثا، وسمي القتال في سبيل الله سوءا، وقرأ قول الله: فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء قال: لم يمسهم قتال قال: وليس هو عند الله بسوء، ولكن يسمونه سوءا.
وتأويل الكلام: إن الانسان لربه لكنود، وإنه لحب الخير لشديد، وإن الله على ذلك من أمره لشاهد. ولكن قوله: وإنه على ذلك لشهيد قدم، ومعناه التأخير، فجعل معترضا بين قوله: إن الانسان لربه لكنود، وبين قوله: وإنه لحب الخير لشديد وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
29292 - حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سعيد، عن قتادة إن الانسان لربه لكنود وإنه على ذلك لشهيد قال: هذا في مقاديم الكلام، قال: يقول: إن الله لشهيد أن الانسان لحب الخير لشديد.
وقوله: أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور يقول: أفلا يعلم هذا الانسان الذي هذه صفته، إذا أثير ما في القبر، وأخرج ما فيها من الموتى وبحث.
وذكر أنها في مصحف عبد الله: إذا بحث ما في القبور، وكذلك تأول ذلك أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
29293 - حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس، في قوله: بعثر ما في القبور بحث. وللعرب في بعثر لغتان: تقول: بعثر، وبحثر، ومعناهما واحد.
وقوله: وحصل ما في الصدور يقول: وميز وبين، فأبرز ما في صدور الناس من خير وشر. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
29294 - حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس، قوله: وحصل ما في الصدور يقول: أبرز.