التكاثر حتى زرتم المقابر قال: ابن آدم، ليس لك من مالك إلا ما أكلت فأفنيت، أو لبست فأبليت، أو تصدقت فأمضيت.
29313 - حدثنا محمد بن خلف العسقلاني، قال: ثنا آدم، قال: ثنا حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك، عن أبي بن كعب، قال: كنا نرى أن هذا الحديث من القرآن: لو أن لابن آدم واديين من مال، لتمنى واديا ثالثا، ولا يملا جوف ابن آدم إلا التراب، ثم يتوب الله على من تاب حتى نزلت هذه السورة: ألهاكم التكاثر إلى آخرها.
وقوله (ص) بعقب قراءته: ألهاكم: ليس لك من مالك إلا كذا وكذا، ينبئ أن معنى ذلك عنده: ألهاكم التكاثر: المال.
وقوله: حتى زرتم المقابر يعني: حتى صرتم إلى المقابر فدفنتم فيها وفي هذا دليل على صحة القول بعذاب القبر، لان الله تعالى ذكره، أخبر عن هؤلاء القوم الذين ألهاهم التكاثر، أنهم سيعلمون ما يلقون إذا هم زاروا القبور وعيدا منه لهم وتهددا. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
29314 - حدثنا أبو كريب، قال: ثنا ابن عطية، عن قيس، عن حجاج، عن المنهال، عن زر، عن علي، قال: كنا نشك في عذاب القبر، حتى نزلت هذه الآية:
ألهاكم التكاثر... إلى: كلا سوف تعلمون في عذاب القبر.
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا حكام بن سلم، عن عنبسة، عن ابن أبي ليلى، عن المنهال، عن زر، عن علي، قال: نزلت ألهاكم التكاثر في عذاب القبر.
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا حكام، عن عمرو، عن الحجاج، عن المنهال بن عمرو، عن زر، عن علي، قال: ما زلنا نشك في عذاب القبر، حتى نزلت: ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر.
وقوله: كلا سوف تعلمون يعني تعالى ذكره بقوله: كلا: ما هكذا ينبغي أن تفعلوا، أن يلهيكم التكاثر.