جل ثناؤه نبيه (ص) هذه العدة على شكره إياه عليه، فإنه فيما ذكر الهدنة التي جرت بين رسول الله (ص) وبين مشركي قريش بالحديبية.
وذكر أن هذه السورة أنزلت على رسول الله (ص) منصرفة عن الحديبية بعد الهدنة التي جرت بينه وبين قومه. وبنحو الذي قلنا في معنى قوله: إنا فتحنا لك فتحا مبينا قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
24340 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: ثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة، قوله: إنا فتحنا لك فتحا مبينا قال: قضينا لك قضاء مبينا.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: إنا فتحنا لك فتحا مبينا والفتح: القضاء.
ذكر الرواية عمن قال: هذه السورة نزلت على رسول الله (ص) في الوقت الذي ذكرت:
24341 - حدثنا حميد بن مسعدة، قال: ثنا بشر بن المفضل، قال: ثنا داود، عن عامر إنا فتحنا لك فتحا مبينا قال: الحديبية.
24342 - حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قول الله: إنا فتحنا لك فتحا مبينا قال: نحره بالحديبية وحلقه.
24343 - حدثنا محمد بن عبد الله بن بزيع، قال: ثنا أبو بحر، قال: ثنا شعبة، قال: ثنا جامع بن شداد، عن عبد الرحمن بن أبي علقمة، قال: سمعت عبد الله بن مسعود يقول: لما أقبلنا من الحديبية أعرسنا فنمنا، فلم نستيقظ إلا بالشمس قد طلعت، فاستيقظنا ورسول الله (ص) نائم، قال: فقلنا أيقظوه، فاستيقظ رسول الله (ص) فقال: افعلوا كما كنتم تفعلون، فكذلك من نام أو نسي قال: وفقدنا ناقة رسول الله (ص)، فوجدناها قد تعلق خطامها بشجرة، فأتيته بها، فركب فبينا نحن نسير، إذ أتاه الوحي، قال: وكان إذا أتاه اشتد عليه فلما سري عنه أخبرنا أنه أنزل عليه: إنا فتحنا لك فتحا مبينا.