والمؤمنون أحق بكلمة التقوى من المشركين وأهلها: يقول: وكان رسول الله (ص) والمؤمنون أهل كلمة التقوى دون المشركين. وذكر أنها في قراءة عبد الله وكانوا أهلها وأحق بها. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
24459 - حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة وكانوا أحق بها وأهلها وكان المسلمون أحق بها، وكانوا أهلها: أي التوحيد، وشهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله.
وقوله: وكان الله بكل شئ عليما يقول تعالى ذكره: ولم يزل الله بكل شئ ذا علم، لا يخفى عليه شئ هو كائن، ولعلمه أيها الناس بما يحدث من دخولكم مكة وبها رجال مؤمنون، ونساء مؤمنات لم تعلموهم، لم يأذن لكم بدخولكم مكة في سفرتكم هذه.
القول في تأويل قوله تعالى:
* (لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رءوسكم ومقصرين لا تخافون فعلم ما لم تعلموا فجعل من دون ذلك فتحا قريبا) *.
يقول تعالى ذكره: لقد صدق الله رسوله محمدا رؤياه التي أراها إياه أنه يدخل هو وأصحابه بيت الله الحرام آمنين، لا يخافون أهل الشرك، مقصرا بعضهم رأسه، ومحلقا بعضهم. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
24460 - حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين قال هو دخول محمد (ص) البيت والمؤمنون، محلقين رؤوسهم ومقصرين.
24461 - حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله: الرؤيا بالحق قال: أري بالحديبية أنه يدخل مكة وأصحابه محلقين، فقال أصحابه حين نحر بالحديبية: أين رؤيا محمد (ص)؟
24462 - حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة لقد صدق الله