بدخوله وأصحابه المسجد الحرام محلقين رؤوسهم ومقصرين، لا يخافون المشركين صلح الحديبية وفتح خيبر. القول في تأويل قوله تعالى:
* (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا * محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما) *.
يعني تعالى ذكره بقوله: هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق الذي أرسل رسوله محمدا (ص) بالبيان الواضح، ودين الحق، وهو الاسلام الذي أرسله داعيا خلقه إليه ليظهره على الدين كله يقول: ليبطل به الملل كلها، حتى لا يكون دين سواه، وذلك كان كذلك حتى ينزل عيسى ابن مريم، فيقتل الدجال، فحينئذ تبطل الأديان كلها، غير، دين الله الذي بعث به محمدا (ص)، ويظهر الاسلام على الأديان كلها.
وقوله: وكفى بالله شهيدا يقول جل ثناؤه لنبيه (ص): أشهدك يا محمد ربك على نفسه، أنه سيظهر الدين الذي بعثك به وكفى بالله شهيدا يقول: وحسبك به شاهدا.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
24471 - حدثنا ابن حميد، قال: ثنا يحيى بن واضح، قال: ثنا أبو بكر الهذلي، عن الحسن هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى شهيدا يقول: أشهد لك على نفسه أنه سيظهر دينك على الدين كله، وهذا إعلام من الله تعالى نبيه (ص)، والذين كرهوا الصلح يوم الحديبية من أصحابه، أن الله فاتح عليهم مكة وغيرها من البلدان، مسليهم بذلك عما نالهم من الكآبة والحزن، بانصرافهم عن مكة قبل دخولهموها، وقبل طوافهم بالبيت، وقوله: محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم يقول تعالى ذكره: محمد رسول الله وأتباعه من أصحابه الذين هم معه على دينه، أشداء على الكفار،