يغفر للتائبين وكان الله غفورا رحيما يقول: ولم يزل الله ذا عفو عن عقوبة التائبين إليه من ذنوبهم ومعاصيهم من عباده، وذا رحمة بهم أن يعاقبهم على ذنوبهم بعد توبتهم منها.
القول في تأويل قوله تعالى:
* (سيقول المخلفون إذا انطلقتم إلى مغانم لتأخذوها ذرونا نتبعكم يريدون أن يبدلوا كلام الله قل لن تتبعونا كذلكم قال الله من قبل فسيقولون بل تحسدوننا بل كانوا لا يفقهون إلا قليلا) *.
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد (ص): سيقول يا محمد المخلفون في أهليهم عن صحبتك إذا سرت معتمرا تريد بيت الله الحرام، إذا انطلقت أنت ومن صحبك في سفرك ذلك إلى ما أفاء الله عليك وعليهم من الغنيمة لتأخذوها وذلك ما كان الله وعد أهل الحديبية من غنائم خيبر ذرونا نتبعكم إلى خيبر، فشهد معك قتال أهلها يريدون أن يبدلوا كلام الله يقول: يريدون أن يغيروا وعد الله الذي وعد أهل الحديبية، وذلك أن الله جعل غنائم خيبر لهم، ووعدهم ذلك عوضا من غنائم أهل مكة إذا انصرفوا عنهم على صلح، ولم يصيبوا منهم شيئا. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
24370 - حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قال:
رجع، يعني رسول الله (ص) عن مكة، فوعده الله مغانم كثيرة، فعجلت له خيبر، فقال المخلفون ذرونا نتبعكم يريدون أن يبدلوا كلام الله وهي المغانم ليأخذوها، التي قال الله جل ثناؤه: إذا انطلقتم إلى مغانم لتأخذوها وعرض عليهم قتال قوم أولي بأس شديد.
24371 - حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن رجل من أصحابه، عن مقسم قال: لما وعدهم الله أن يفتح عليهم خيبر، وكان الله قد وعدها من شهد الحديبية لم يعط أحدا غيرهم منها شيئا، فلما علم المنافقون أنها الغنيمة قالوا: ذرونا نتبعكم يريدون أن يبدلوا كلام الله يقول: ما وعدهم.
24372 - حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة سيقول المخلفون إذا انطلقتم.... الآية، وهم الذين تخلفوا عن رسول الله (ص) من الحديبية. ذكر لنا أن