وردا للكلام على قوله: ووصينا الانسان ونحن نتقبل منهم أحسن ما عملوا ونتجاوز، وهما قراءتان معروفتان صحيحتا المعنى، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب.
وقوله: وعد الصدق الذي كانوا يوعدون يقول: وعدهم الله هذا الوعد، وعد الحق لا شك فيه أنه موف لهم به، الذي كانوا إياه في الدنيا يعدهم الله تعالى، ونصب قوله:
وعد الصدق لأنه مصدر خارج من قوله: يتقبل عنهم أحسن ما عملوا ويتجاوز عن سيئاتهم، وإنما أخرج من هذا الكلام مصدر وعد وعدا، لان قوله: يتقبل عنهم ويتجاوز وعد من الله لهم، فقال: وعد الصدق، على ذلك المعنى. القول في تأويل قوله تعالى:
* (والذي قال لوالديه أف لكما أتعدانني أن أخرج وقد خلت القرون من قبلي وهما يستغيثان الله ويلك آمن إن وعد الله حق فيقول ما هذا إلا أساطير الأولين) *.
وهذا نعت من الله تعالى ذكره نعت ضال به كافر، وبوالديه عاق، وهما مجتهدان في نصيحته ودعائه إلى الله، فلا يزيده دعاؤهما إياه إلى الحق، ونصيحتهما له إلا عتوا وتمردا على الله، وتماديا في جهله، يقول الله جل ثناؤه والذي قال لوالديه أن دعواه إلى الايمان بالله، والاقرار ببعث الله خلقه من قبورهم، ومجازاته إياهم بأعمالهم أف لكما يقول:
قذرا لكما ونتنا أتعدانني أن أخرج يقول أتعدانني أن أخرج من قبري من بعد فنائي وبلائي فيه حيا. كما:
24190 - حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة أتعدانني أن أخرج أن أبعث بعد الموت.
حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، في قوله:
أتعدانني أن أخرج قال: يعني البعث بعد الموت.
24191 - حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله والذي قال لوالديه أف لكما أتعدانني... إلى آخر الآية قال: الذي قال هذا ابن لأبي بكر رضي الله عنه، قال: أتعدانني أن أخرج: أتعدانني أن أبعث بعد الموت.