يغزوهم، فبينما هم في ذلك قدم وفدهم على رسول الله (ص)، فقالوا: يا رسول الله سمعنا برسولك حين بعثته إلينا، فخرجنا إليه لنكرمه، ولنؤدي إليه ما قبلنا من الصدقة، فاستمر راجعا، فبلغنا أنه يزعم لرسول الله (ص) أنا خرجنا إليه لنقاتله، ووالله ما خرجنا لذلك فأنزل الله في الوليد بن عقبة وفيهم: يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ... الآية.
24544 - قال: بعث رسول الله (ص) رجلا من أصحابه إلى قوم يصدقهم، فأتاهم الرجل، وكان بينه وبينهم إحنة في الجاهلية فلما أتاهم رحبوا به، وأقروا بالزكاة، وأعطوا ما عليهم من الحق، فرجع الرجل إلى رسول الله (ص)، فقال: يا رسول الله، منع بنو فلان الصدقة، ورجعوا عن الاسلام، فغضب رسول الله (ص)، وبعث إليهم فأتوه فقال:
أمنعتم الزكاة، وطردتم رسولي؟ فقالوا: والله ما فعلنا، وإنا لنعلم أنك رسول الله، ولا بد لنا، ولا منعنا حق الله في أموالنا، فلم يصدقهم رسول الله (ص)، فأنزل الله هذه الآية، فعذرهم.
وقوله: أن تصيبوا قوما بجهالة يقول تعالى ذكره: فتبينوا لئلا تصيبوا قوما برآء مما قذفوا به بجناية بجهالة منكم فتصبحوا على ما فعلتم نادمين يقول: فتندموا على إصابتكم إياهم بالجناية التي تصيبونهم بها. القول في تأويل قوله تعالى:
* (واعلموا أن فيكم رسول الله لو يطيعكم في كثير من الامر لعنتم ولكن الله حبب إليكم الايمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون * فضلا من الله ونعمة والله عليم حكيم) *.
يقول تعالى ذكره: لأصحاب نبي الله (ص): واعلموا أيها المؤمنون بالله ورسوله، أن فيكم رسول الله فاتقوا الله أن تقولوا الباطل، وتفتروا الكذب، فإن الله يخبره أخباركم، ويعرفه أنباءكم، ويقومه على الصواب في أموره.
وقوله: لو يطيعكم في كثير من الامر لعنتم يقول تعالى ذكره: لو كان رسول الله (ص) يعمل في الأمور بآرائكم ويقبل منكم ما تقولون له فيطيعكم لعنتم يقول: