خيلا، فأتوه باثني عشر فارسا من الكفار، فقال لهم نبي الله (ص): هل لكم علي عهد؟ هل لكم علي ذمة، قالوا: لا فأرسلهم، فأنزل الله في ذلك القرآن وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم... إلى قوله: بما تعملون بصيرا.
وقال آخرون في ذلك ما:
24428 - حدثنا به ابن حميد، قال: ثنا يعقوب القمي، عن جعفر، عن ابن أبزي ، قال: لما خرج النبي (ص) بالهدي، وانتهى إلى ذي الحليفة، قال له عمر: يا نبي الله، تدخل على قوم لك حرب بغير سلاح ولا كراع، قال: فبعث إلى المدينة فلم يدع بها كراعا ولا سلاحا إلا حمله فلما دنا من مكة منعوه أن يدخل، فسار حتى أتى منى، فنزل بمنى، فأتاه عينه أن عكرمة بن أبي جهل قد خرج علينا في خمسمائة، فقال لخالد بن الوليد: يا خالد هذا ابن عمك قد أتاك في الخيل، فقال خالد: أنا سيف الله وسيف رسوله، فيومئذ سمي سيف الله، يا رسول الله، ارم بي حيث شئت، فبعثه على خيل، فلقي عكرمة في الشعب فهزمه حتى أدخله حيطان مكة، ثم عاد في الثانية فهزمه حتى أدخله حيطان مكة، ثم عاد في الثالثة حتى أدخله حيطان مكة، فأنزل الله وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم... إلى قوله عذابا أليما قال: فكف الله النبي عنهم من بعد أن أظفره عليهم لبقايا من المسلمين كانوا بقوا فيها من بعد أن أظفره عليهم كراهية أن تطأهم الخيل بغير علم.
وقوله: وكان الله بما تعملون بصيرا يقول تعالى ذكره: وكان الله بأعمالكم وأعمالهم بصيرا لا يخفى عليه منها شئ. القول في تأويل قوله تعالى:
* (هم الذين كفروا وصدوكم عن المسجد الحرام والهدي معكوفا أن يبلغ محله ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات لم تعلموهم أن تطؤوهم فتصيبكم منهم معرة بغير علم ليدخل الله في رحمته من يشاء لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا أليما) *.