أن تثقوا في أموركم كلها بربكم، فتتوكلوا عليه في جميعها، ليحوطكم حياطته إياكم في مسيركم إلى مكة مع رسول الله (ص) في أنفسكم وأهليكم وأموالكم، فقد رأيتم أثر فعل الله بكم، إذ وثقتم في مسيركم هذا.
وقوله: وأخرى لم تقدروا عليها قد أحاط الله بها يقول تعالى ذكره ووعدكم أيها القوم ربكم فتح بلدة أخرى لم تقدروا على فتحها، قد أحاط الله بها لكم حتى يفتحها لكم.
واختلف أهل التأويل في هذه البلدة الأخرى، والقرية الأخرى التي وعدهم فتحها، التي أخبرهم أنه محيط بها، فقال بعضهم: هي أرض فارس والروم، وما يفتحه المسلمون من البلاد إلى قيام الساعة. ذكر من قال ذلك:
24413 - حدثنا ابن المثنى، قال: ثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: ثنا شعبة، عن سماك الحنفي، قال: سمعت ابن عباس يقول: وأخرى لم تقدروا عليها فارس والروم.
قال: ثنا محمد بن جعفر، قال: ثنا شعبة، عن الحكم، عن ابن أبي ليلى أنه قال في هذه الآية: وأخرى لم تقدروا عليها قال: فارس والروم.
حدثني موسى بن عبد الرحمن المسروقي، قال: ثنا زيد بن حباب، قال: ثنا شعبة بن الحجاج، عن الحكم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى مثله.
24415 - حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: وأخرى لم تقدروا عليها قد أحاط الله بها قال: حدث عن الحسن، قال: هي فارس والروم 24416 - حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله:
وأخرى لم تقدروا عليها ما فتحوا حتى اليوم.
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا جرير، عن منصور، عن الحكم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، في قوله: وأخرى لم تقدروا عليها قال: فارس والروم.
وقال آخرون: بل هي خيبر. ذكر من قال ذلك:
24417 - حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس وأخرى لم تقدروا عليها... الآية، قال: هي خيبر.
244418 - حدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ، يقول: أخبرنا عبيد بن