يقول تعالى ذكره: فسقى موسى للمرأتين ماشيتهما، ثم تولى إلى ظل شجرة ذكر أنها سمرة. ذكر من قال ذلك:
20824 - حدثنا موسى، قال: ثنا عمرو، قال: ثنا أسباط، عن السدي ثم تولى موسى إلى ظل شجرة سمرة، فقال: رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير.
20825 - حدثني العباس، قال: ثنا يزيد، قال: أخبرنا الأصبغ، قال: ثنا القاسم، قال: ثني سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: انصرف موسى إلى شجرة، فاستظل بظلها، فقال: رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير.
20826 - حدثني الحسين بن عمرو العنقزي، قال: ثنا أبي، قال: ثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون، عن عبد الله، قال: حثثت على جمل لي ليلتين حتى صبحت مدين، فسألت عن الشجرة التي أوى إليها موسى، فإذا شجرة خضراء ترف، فأهوى إليها جملي وكان جائعا، فأخذها جملي، فعالجها ساعة، ثم لفظها، فدعوت الله لموسى عليه السلام، ثم انصرفت. وقوله: فقال رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير محتاج. وذكر أن نبي الله موسى عليه السلام قال هذا القول، وهو بجهد شديد، وعرض ذلك للمرأتين تعريضا لهما، لعلهما أن تطعماه مما به من شدة الجوع.
وقيل: إن الخير الذي قال نبي الله إني لما أنزلت إلي من خير فقير محتاج، إنما عنى به: شبعة من طعام. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
20827 - حدثنا ابن حميد، قال: ثنا يعقوب، عن جعفر، عن سعيد، عن ابن عباس، قال: لما هرب موسى من فرعون أصابه جوع شديد، حتى كانت ترى أمعاؤه من ظاهر الصفاق فلما سقى للمرأتين، وأوى إلى الظل، قال: رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير.
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا حكام، قال: ثنا عنبسة، عن أبي حصين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، في قوله: ولما ورد ماء مدين قال: ورد الماء وإنه ليتراءى خضرة البقل في بطنه من الهزال، فقال رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير قال: شبعة.