وأبوا إلا الإقامة على عبادة الأوثان، والاشراك بالرحمن، فقل لهم: إني برئ مما تعملون من عبادة الأصنام ومعصية بارئ الأنام وتوكل على العزيز في نقمته من أعدائه الرحيم بمن أناب إليه وتاب من معاصيه، الذي يراك حين تقوم يقول: الذي يراك حين تقوم إلى صلاتك. وكان مجاهد يقول في تأويل ذلك ما:
20382 - حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، قوله: الذي يراك حين تقوم قال: أينما كنت.
وتقلبك في الساجدين اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك، فقال بعضهم: معنى ذلك: ويرى تقلبك في صلاتك حين تقوم، ثم تركع، وحين تسجد. ذكر من قال ذلك:
20383 - حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس قوله: وتقلبك في الساجدين يقول: قيامك وركوعك وسجودك.
20384 - حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، قال: سمعت أبي وعلي بن بذيمة يحدثان عن عكرمة في قوله: يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين قال: قيامه وركوعه وسجوده.
* - حدثنا الحسن، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، قال: قال عكرمة، في قوله: وتقلبك في الساجدين قال: قائما وساجدا وراكعا وجالسا.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: ويرى تقلبك في المصلين، وإبصارك منهم من هو خلفك، كما تبصر من هو بين يديك منهم. ذكر من قال ذلك:
20385 - حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن ليث، عن مجاهد وتقلبك في الساجدين كان يرى من خلفه، كما يرى من قدامه.
* - حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله وتقلبك في الساجدين قال: المصلين كان يرى من خلفه في الصلاة.
* - حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، قوله وتقلبك في الساجدين قال: المصلين، قال: كان يرى في الصلاة من خلفه.