التحدي من قبل القرآن بالاتيان بسورة أو عشر سور واردا وصحيحا.
والمناقشة في هذه الشبهة واضحة:
لان الاعجاز القرآني يتمثل في جانبين رئيسين - كما أشرنا سابقا - جانب الأسلوب والتركيب البياني وجانب المضمون والمحتوى والأفكار. وفي كلا الجانبين لا مجال لهذا الوهم والخيال.
أما في جانب المضمون فمن الواضح أن القدرة على اعطاء فكرة أو فكرتين لا يعني القدرة على إعطاء هذا المقدار الكبير المنسجم من الأفكار والمفاهيم وفي نفس الظروف الموضوعية والذاتية التي جاء فيها القرآن الكريم، والتحدي الذي شرحناه في بعض أبحاثنا السابقة عن اعجاز القرآن كان ضمن الظروف الخاصة التي عاشها النبي (صلى الله عليه وآله) وجاء فيها القرآن الكريم.
وأما في جانب الأسلوب فإن القدرة على جملة أو مقدار من الكلمات لا يعني القدرة على تمام التركيب بعناصره المتعددة التي لا يمكن ان توجد أو تتوفر إلا ضمن التركيب بكامله، وهذا شئ واضح لا يحتاج إلى برهان، فإننا ندرك أن كثيرا من الناس يملكون قدرة النطق ببعض الكلمات العربية ولكن ذلك لا يعني أنهم قادرون على أن يكونوا خطباء أو ادباء أو شعراء، ويتمتعون بالبلاغة والفصاحة أو حتى الاتيان بقطعة كلامية بليغة، كما أن كثيرا من الناس يتمكنون من القيام ببعض الأعمال البسيطة، ولكنهم غير قادرين على القيام بالمشاريع الضخمة التي تتركب من تلك الأعمال البسيطة كمشاريع البناء والصناعة والفن.
الصرفة في الاعجاز القرآني:
ولعل هذه الشبهة أو الوهم هو الذي أدى بجماعة من متكلمي المسلمين - كالنظام ومدرسته على ما نسب إليهم - إلى أن يفسروا ظاهرة الاعجاز القرآني