2 - بيان التفصيلات في التشريع، التي تتناول الفرد والجماعة ونظام الحكم، ومعالجة مشاكل العلاقات المختلفة في المجتمع الانساني، مثل علاقة الحاكم بالمحكوم وعلاقة المؤمنين ببعضهم وعلاقتهم مع أعدائهم الداخليين والخارجيين ومع المحايدين، والعلاقات الزوجية والدولية، والحرب والهدنة والمعاهدات وغيرها، وتحديد المواقف السياسية والقانونية والأخلاقية منها.
3 - تناول حركة النفاق في المجتمع الاسلامي وخلفياتها الأخلاقية والسياسية، وأهدافها وظواهرها والموقف السياسي منها.
التفسير الصحيح للفرق بين المكي والمدني:
وحين نريد أن ندرس ظاهرة الفرق بين المكي والمدني من خلال هذه الخصائص والميزات نجد:
أولا: إن هذه الفروق لا تشكل حدا فاصلا بين هذين القسمين في القرآن الكريم، وانما هي طابع عام لكل من القسمين، وإلا فنحن نلاحظ ان كلا من القسمين تناول بعض أو كل الجوانب الأخرى للقسم الثاني بشكل أو بآخر انسجاما مع الأسلوب القرآني العام، الذي تميز بمزج الأفكار والمفاهيم ليوجد منها هذا التركيب الفريد المؤثر في عملية التغيير كما أسلفنا.
ثانيا: إن الدعوة الاسلامية بدأت في مكة وعاشت فيها ثلاث عشرة سنة، وهذه المدة منسوبة إلى زمن نزول القرآن، تعتبر في الحقيقة مدة إرساء أسس القواعد والمفاهيم العامة عن العقيدة الإلهية، أو عالم الغيب أو الأخلاق أو السنن والقوانين التأريخية التي تحكم مسيرة التأريخ والمجتمع الانساني.
وسواء ما يتعلق بالجانب الايجابي من ذلك، كعرض مفاهيم الاسلام عن الكون والحياة والأخلاق والمجتمع، أو ما يتعلق بالجانب السلبي، كمناقشة الأفكار الكافرة أو المنحرفة والباطلة التي كانت تسود المجتمع آنذاك.