المعنى العام في صورة ذهنية معينة.
والاخر: ان اختصاص الله سبحانه والراسخين في العلم بالعلم بتأويل الآيات المتشابهة لا يعني أن الآيات المتشابهة ليس لها معنى مفهوم، وان الله وحده الذي يعلم بمدلول اللفظ وتفسيره، بل يعني أن الله وحده الذي يعلم بالواقع الذي تشير إليه تلك المعاني، ويستوعب حدوده وكنهه. وأما معنى اللفظ في الآية المتشابهة فهو مفهوم بدليل أن القرآن يتحدث عن اتباع مرضى القلوب للآية المتشابهة، فلو لم يكن لها معنى مفهوم لما صدق لفظ (الاتباع) هنا، فما دامت الآية المتشابهة يمكن ان تتبع فمن الطبيعي ان يكون لها معنى مفهوم، وكيف لا يكون لها معنى مفهوم وهي جزء من القرآن الذي أنزل لهداية الناس وتبيان كل شئ!
والواقع أن عدم التمييز بين تفسير اللفظ وتفسير معنى اللفظ هو الذي أدى إلى الاعتقاد بأن التأويل المخصوص علمه بالله هو تفسير اللفظ ومن ثم إلى القول بأن قسما من الآيات ليس لها معنى مفهوم، لان تأويلها مخصوص بالله، ونحن إذا ميزنا بين تفسير اللفظ وتفسير المعنى نستطيع أن نعرف أن المخصوص بالله هو تأويل الآيات المتشابهة، بمعنى تفسير معانيها لا تفسير ألفاظها.
وهكذا يمكننا في هذا الضوء ان نضيف إلى المعاني الاصطلاحية التي مرت بكلمة التأويل معنى آخر يمكن استنباطه من القرآن الكريم هو: تفسير معنى اللفظ، والبحث عن استيعاب ما يؤول إليه المفهوم العام، ويتجسد به من صورة ومصداق.