كتاب هداية وتربية وهدفه الأساس هو احداث التغيير الاجتماعي، والأسلوب القرآني خضع لهذا الهدف في طريقة العرض وفي التدرج في النزول وفي غير ذلك من الظواهر القرآنية، كوجود الناسخ والمنسوخ والمحكم والمتشابه. وهذه الطريقة في العرض من الخصائص البارزة في القرآن الكريم التي خضعت لهذا الهدف للتمكن من إحداث التأثير المطلوب في نفسية الانسان المعاصر لنزول القرآن، بل ولكل انسان يستمع للقرآن الكريم أو يقرأه (1).
والنتائج العظيمة التي حققها القرآن الكريم في المجتمع الجاهلي أفضل شاهد على انسجام هذا الأسلوب مع الهدف الأساس للقرآن الكريم.
الثانية: أن هذه الطريقة في العرض يمكن ان تعتبر إحدى الميزات التي يتجلى فيها الاعجاز القرآني بصورة أوضح، فإنه بالرغم من هذا التشابك في الموضوعات تمكن القرآن الكريم من الاحتفاظ بجمال الأسلوب وقوة التأثير وحسن الوقع على الاسماع والنفوس، الامر الذي يدلل على براعة متناهية وقدرة عظيمة على عرض الموضوعات وطرح الأفكار.
الشبهة الرابعة:
لا شك أن ذوي القدرة والمعرفة باللغة العربية يتمكنون من الاتيان بمثل بعض الكلمات القرآنية، وحين تتوفر هذه القدرة في بعض الكلمات فمن المعقول ان تتوفر أيضا في كلمات أخرى، وهذا ينتهي بنا إلى أن نجزم بوجود القدرة على الاتيان بسورة أو أكثر من القرآن الكريم لدى أمثال هؤلاء لان من يقدر على بعض القرآن يمكن أن نتصور فيه القدرة على الباقي بشكل معقول، وبذلك لا يكون