﴿أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت * والى السماء كيف رفعت * والى الجبال كيف نصبت * والى الأرض كيف سطحت﴾ (١).
ولم يكتف القرآن بالحث على دراسة الكون وما فيه من اسرار بل ربط ذلك بالايمان بالله وأعلن ان العلم هو خير دليل للايمان بالله وان الايمان يتأكد كلما ازداد اكتشاف الانسان وتقدم في ميادين العلم لأنه يطلع على عظيم آيات الله، وحكيم صنعه وتدبيره، قال الله تعالى: ﴿سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم انه الحق أولم يكف بربك انه على كل شئ شهيد﴾ (2).
وبذلك أعطى القرآن مفهوم مواكبة الايمان للعلم، وأن العقيدة بالله تتمشى مع العلم على خط واحد، وأن اكتشاف الأسباب والقوانين في هذا الكون يعزز هذه العقيدة بأنه يكشف عن عظيم حكمة الصانع وتدبيره.
وعلى أساس هذا الموقف القرآني، وما رفضه من التقليد، وما شجع عليه من التفكير والتدبر كانت الأمة التي صنعها الكتاب الكريم مصدر العلم والثقافة في العالم، بدلا من خرافات البوم والغيلان، حتى اعترف المؤرخون الأوربيون بهذه الحقيقة أيضا، فقال الدوري الوزير والمؤرخ الفرنسي: " إن النبي جمع قبائل العرب أمة واحدة رفعت أعلام التمدن في أقطار الأرض، وكانوا في القرون المتوسطة مختصين بالعلوم، من بين سائر الأمم، وانقشعت بسببهم سحائب البربرية التي امتدت على أوربا ".
ج - تحرير القرآن للانسان من عبودية الشهوة:
كما حرر القرآن عقيدة الانسان من الوثنية وعقله من الخرافة كذلك حرر إرادته من سيطرة الشهوة، فصار الانسان المسلم - نتيجة لتربية القرآن له - قادرا